التوتر عند اللقاءات، وعلاجه

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل تناول السيروكسات فقط في أوقات معينة -مثل اجتماع أو مقابلة- مضر؟ وذلك لأني أشعر بتوتر ملحوظ، وعدم القدرة الكافية على التواصل البصري بشكل سليم، أيضا أعاني عند زيارتي لأهلي -والدي وإخوتي- في منطقة تبعد عن مقر عملي 1000 كم، حيث أشعر بالحزن وعدم القدرة على الحديث معهم، مع أني أحبهم جميعا، فما السبب؟ وماذا أفعل لتفادي هذه الأمور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وصلتنا منذ فترة قريبة استشارة مماثلة لاستشارتك إلى درجة كبيرة؛ حيث أوضح السائل فيها أنه يسكن في منطقة بعيدة عن أهله، ويكون متشوقا لهم غاية الشوق، لكن حين يذهب ويقابلهم يحس بشيء من الحزن، وعدم القدرة على الحديث معهم.

عموما، سوف نقوم بالإجابة على استشارتك، ونتقدم لك بالشكر والتقدير على تواصلك معنا.

أما بالنسبة للجزء الأول، وهو: هل تناول (سيروكسات، Seroxat) في أوقات معينة -مثل اجتماع أو مقابلة- مضر؟
السيروكسات من الأدوية التي تعمل من خلال منظومة كيميائية معينة في المخ، وهو دواء تواصلي، وفعله يكون تراكميا، وأعني بذلك أن الجرعة يجب أن تعقبها الجرعة التي تليها، حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، ومن ثم يجد الإنسان النفع الكامل من الدواء، كما أن عدم الانتظام في الدواء قد يؤدي إلى ما يشبه الآثار الانسحابية، والتي تتمثل في ظهور دوخة وشعور بالتنميل في الأطراف، وكذلك شعور بالإجهاد العام وربما قلق نفسي، إذا استعمال السيروكسات يجب أن يكون متواصلا، ولا يقبل أبدا تناول الدواء في أوقات معينة وتركه في أوقات أخرى، ويتم تناوله في شكل جرعة بداية، ثم جرعة علاج، ثم جرعة وقاية، ثم التوقف التدريجي عن تناوله.

هنالك مجموعات أخرى من الأدوية يمكن استعمالها عند اللزوم، منها دواء يعرف علميا باسم (Alprazolam، ألبرازولام)، ويسمى تجاريا باسم (Xanax، زاناكس)، يمكن استعماله قبل الاجتماعات، أو قبل السفر بالنسبة للذين يعانون من خوف ركوب الطائرات، وجرعته هي ربع إلى نصف مليجرام قبل ساعتين من المواجهة أو ركوب الطائرة، وبالرغم أنه ممتاز لكن ربما يؤدي إلى التعود والإدمان؛ ولذا لا ننصح باستعماله كثيرا.

أما الدواء الآخر الذي يمكن استعماله عند اللزوم، دون أي تبعات سالبة فهو الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (Inderal، إندرال)، ويعرف علميا باسم (Propranolol، بروبرانولول)، دواء جيد لعلاج الأعراض الجسدية للقلق مثل: تسارع ضربات القلب، أو الشعور بالرجفة، أو التعرق الزائد، أو احمرار الوجه في حالة المواجهات الاجتماعية؛ لذا لا مانع أبدا من تناوله بجرعة عشرين مليجراما قبل ساعتين أو ثلاث من المواجهة.

بالنسبة للجزء الآخر في سؤالك، وهو أنك عند زيارتك للأهل تشعر بالحزن، وعدم القدرة على الحديث معهم، فهذا مجرد شعور سلبي، ربما تكون متشوقا تشوقا شديدا للأهل، وبعد أن تلتقي بهم تتحول توقعاتك إلى ما هو معاكس، وتجد أن الوضع طبيعي جدا، وهذا يوجد لدى بعض الناس، التشوق الشديد لأمر ما، وبعد ذلك يصابون بشيء من الإحباط أو الشعور العادي جدا، حين يتحقق لهم الشيء الذي كانوا يلهثون وراءه، ويريدون الوصول إليه بأي وسيلة، هذه المشاعر لا شك أنها تحت تصرفك، والذي أنصحك به هو أن تقول لنفسك: "ما الذي يجعلني أحزن؟ أنا الحمد لله التقيت بوالدي، وبإخوتي، وهذا وضع طيب جدا، فيجب أن أحول أحزاني إلى أفراح"، وهكذا، هذا النوع من المخاطبة الذهنية للنفس مطلوب في مثل هذه الحالات.

إذا كنت بالفعل تعاني من اكتئاب نفسي في فترات أخرى، فأنصحك بأن تتناول دواء لعلاج الاكتئاب وبصورة منتظمة، وربما يكون (Paroxetine، باروكستين)، والذي يعرف تجاريا باسم (Seroxat، سيروكسات)، خيارا جيدا تناوله بجرعة نصف حبة -أي عشرة مليجرامات- يوميا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات