كون الرزق مقسوما لا ينافي السعي لجلبه

0 203

السؤال

متزوجة ولدي طفلان زوجي يعمل طوال النهار لا أراه في اليوم سوى ساعة وهو يتعب كثيرا وأريد أن أعمل لأساعده في مصاريف البيت ولبناء منزل لنا حيث إننا لم نرزق ببيت بعد ويخبرني دائما أن أقتنع بما رزقه الله وأنه عندما سيكتب لي الله الرزق سيأتيني وأنا جالسة في البيت علما بأنني والحمد لله على يقين بأن الأرزاق من الله ومقتنعة بما لدي ولكنني أرغب بتحسين وضعي المعيشي وبفضل الله إنني ملتزمة بالحجاب الشرعي وعملي سيكون مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأبنائي ليس لدي خوف عليهم إذ إنني في فترة غيابي سيكونون مع أمي.

الإجابــة

الخلاصة:

لا حرج عليك في مساعدة زوجك في عمله وكدحه على عياله ما دام ذلك منضبطا بالضوابط الشرعية، ولا بد من إذن الزوج ورضاه. وخروجك للعمل وبذل السبب لا ينافي التوكل والإيمان بالقدر. والأولى له أن يأذن لك ما لم يكن ذلك على حساب تربية الأبناء ورعاية الأسرة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك في العمل لمساعدة زوجك ما دام مجال عملك مشروعا، لكن لا بد من إذن الزوج ورضاه بذلك، ولا ينبغي له أن يرفض عملك لمساعدته في كدحه عليك وعلى عيالك إن كان عملك لا يؤثر على تربية الأبناء ورعايتهم.

وكون الرزق مقسوما وسيأتي المرء ما كتب له منه لا ينافي السعي وبذل السبب، والعبد مأمور ببذل السبب والتوكل على الله عز وجل، وأنه لن يصيبه إلا ما كتب له، ولذلك لما قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن ناقته أأعقلها أم أتوكل على الله؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اعقلها وتوكل. والقصة في الترمذي. قال ابن القيم رحمه الله: لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله تعالى، والأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله. وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:53203، 8360، 19233.

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة