غيرة الزوج إذا كانت في غير محلها

0 184

السؤال

أنا متزوجة ولكن زوجي مقيم في كندا وهو من أصل أفغاني ومشكلتي معه أنه كثير الشك سيئ الظن يتهمني بالخيانة وعصيان أوامره رغم أنني تركت الدراسة امتثالا لأوامره ولا أخرج من بيت والدي إلا بإذنه ولا يسمح لي بالذهاب إلا لبيت جدتي ويرفض أن أصل غيرها من أرحامي حتى مع أمي حتى أنني قد لا أترك البيت لأكثر من شهر وحين أخرج أذهب لجدتي أنا الآن أعيش مع والدي في المغرب وهو يقول لي عندما سأنتقل للعيش معه فإنه لن يأخدني أبدا لبيت أهله لأنه لا يثق في إخوانه ولا يسمح لي بالجلوس والكلام مع من يزورنا من النساء بدعوى أنهن يحرضنني عليه وهذا لا يحصل أبدا وهو يقول لي إنه علي إطاعته في كل شيء حتى في البرامج أو المواقع التي أدخلها لأني لن أموت بدونها فليس لي الحق في اختيار أي شيء ويمكنني عصيانه إذا أمرني بشيء محرم وإذا خالفته في رأي في أي أمر يهددني بالطلاق ينعتني بأحقر الألفاظ فهو يرفض أي رأي يخالف رأيه حتى وإن كان صحيحا حتى إذا خالف كبار العلماء فيه فبماذا تنصحونني وماذا أستطيع العمل للوقف من سوء ظنه بالجميع فهو ملتزم وقد حج البيت رغم صغر سنه 22؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن زوجك شديد الغيرة، والغيرة صفة حميدة إذا كانت في محلها، وأما في غير محلها فإنها مذمومة، كما أن من الغيرة ما يحبه الله عز وجل ومنها ما يبغضه، فالتي يحبها سبحانه ما كانت عند وجود ريبة، والتي يبغضها ما كانت من غير ريبة، قال صلى الله عليه وسلم: إن من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضه الله، فالغيرة التي يحبها الله الغيرة في الريبة، والتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة. والحديث أخرجه الترمذي في سننه.

ولذلك على زوجك أن يعتدل في غيرته ولا يفرط فيها، وأما قوله: بأنه يجب عليك طاعته في كل شيء ليس على إطلاقه، وإنما تجب عليك طاعته في أمور ولا تجب في أمور، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 50343.

أما إذا طلب ما لا يجوز مثل قطع صلة الرحم الواجبة صلتها كالأم فلا يجوز طاعته، اللهم إلا إذا ترتب على زيارتها ضرر فيكون له الحق في منعك من زيارتها، وتراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتوى رقم: 7260.

ونقول للأخت يبدو أنه لم يحصل بينكما العشرة التي يحصل معها فهم كل واحد منكما للآخر، ولذلك ننصحك بأن تكوني قريبة منه، وتتفهمي شخصيته، وتتعرفي على ما يحب وما يكره، وما يغار منه وما لا يغار، وما يقتنع به ثم تتعاملين على وفق هذا الفهم لشخصيته، ومن المهم كسب ثقته وجعله يثق بك ثقة كاملة، بأن لا تتصرفي أي تصرف يثير شكه وغيرته، ويتم ذلك بالتزامك بحجابك وطاعته في عدم الخروج من البيت إلا بإذنه، وعدم الإذن في دخول البيت إلا لمن يرضى، ونحو ذلك من الأمور التي تجعله يثق بك، ولعله إذا اختلط مع أناس معتدلين في هذا الجانب ممن هم أفضل منه وأكثر علما، يتأثر بهم ويعتدل في غيرته وتعامله معك، وتستطيعين الوصول إلى هذا عن طريق التعرف على نساء يتصف أزواجهن بذلك فيجلسون معه فيتأثر بهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة