المستهزي بالدين.. مصادقة أم فراق

0 331

السؤال

أعز صديق لي كان يصلي ويأتي للجامع ولكن لظرف ما ترك الصلاة وبدأ يكفر بالله ويستهزئ بالدين، ماذا أفعل وأنا لا أقدر أن أتركه على هذا الحال؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

عليك أن تبذل جهدك في نصح هذا الصديق وإذا لم يستجب فيجب هجره والابتعاد عنه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يهدي صديقك، ولا شك أن الكفر والاستهزاء بالدين وترك الصلاة هو أعظم الذنوب فلا ذنب أعظم من الكفر، قال الله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {النساء:48}، وقال تعالى: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار  {المائدة:72}، وقال تعالى: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم  {التوبة:65-66}، ولذلك فإن عليك أن تنصح هذا الرجل وتبذل في إنقاذه كل ما تستطيع من وسائل الإقناع والتأثير... لعل الله تعالى يجعلك سببا في إنقاذه وهدايته فتنال بذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم. وهذه رواية مسلم.

وإذا بذلت ما في وسعك ولم يرجع عن غيه ويستقم على طريق الحق فعليك أن تبتعد عنه وتستعيض بأصدقاء صالحين، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين {القصص:56}، فذلك هو واجبك، ولتعلم أن أصدقاء السوء خطرهم عظيم في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا* يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا {الفرقان:27-28}، ويقول الله تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف:67}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وغيره. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6061، 20995، 68016.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة