هل يثبت الإيمان لمن لم يؤمن برسول الله

0 319

السؤال

نقرأ في كتاب الله عز وجل الآية أدناه:
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما
سؤالي: ما حكم من آمن بالله ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا كأهل الكتاب مثلا هل يغفر الله له؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

لا يصح إيمان من آمن بالله ولم يؤمن بمحمد أو غيره من الأنبياء عليهم السلام كما فعل أهل الكتاب أو غيرهم.

جاء في شرح الطحاوية لابن أبي العز: قوله:( ونؤمن بالملائكة والنبيين، والكتب المنزلة على المرسلين ، ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين ) .

هذه الأمور من أركان الإيمان ، قال تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله {البقرة: 285} ، وقال تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين  {البقرة: 177} - الآية .

فجعل الله سبحانه وتعالى الإيمان هو الإيمان بهذه الجملة ، وسمى من آمن بهذه الجملة مؤمنين ، كما جعل الكافرين من كفر بهذه الجملة ، بقوله :  ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا  {النساء: 136} . وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته حديث جبرائيل وسؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ، فقال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . فهذه الأصول التي اتفقت عليها الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم وسلامه، ولم يؤمن بها حقيقة الإيمان إلا أتباع الرسل .اهـ

وأخرج الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعا: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة. وفي رواية له أيضا: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لم يؤمن بي دخل النار. والحديث صحيح.

فعلم مما سبق أن كل من كفر بالله بأن أشرك معه غيره أو كذب برسالته لمحمد صلى الله عليه وسلم أو جحد أي ركن من أركان الإيمان المذكورة في آية البقرة، أو أتى ناقضا من نواقض الإيمان بعد أن دخل فيه فهو غير مغفور له، وهو من أهل النار والعياذ بالله.

وأما الآية التي ذكرتها فلا تنافي ما ذكرناه إذ إن أهل الكتاب وقع منهم الإشراك بالله.

قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذا الحكم يشمل جميع طوائف الكفار من أهل الكتاب وغيرهم ولا يختص بكفار أهل الحرب لأن اليهود قالوا عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، وقالوا ثالث ثلاثة، ولا خلاف بين المسلمين أن المشرك إذا مات على شركه لم يكن من أهل المغفرة التي تفضل الله بها على غير أهل الشرك حسبما تقتضيه مشيئته، وأما غير أهل الشرك من عصاة المسلمين فداخلون تحت المشيئة يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة