لا حرج في الإعراض عن الأخ اتقاء لشره وظلمه

0 254

السؤال

لدي أخ سيء الخلق معي وهذه حاله مع الجميع أسأل الله تعالى أن يهدينا ويهديه وهو يضربني ويشتمني ويؤذيني لأقل الأسباب وأنا صابرة والحمد لله إلى أن يفرج الله تعالى علي وحتى لا أسبب لأمي الحزن وحتى إن كان معي يوما في حال جيد فهو يضحك معي ضحكا أعده إيذاء لي مثلا إذا كنت جالسة يأتي فجأة ويعبث في شعري ويجره أو يرمي علي قشور شيء ما بدعوى الضحك، لكنني أتاذى وأبقى ساكتة وإن تكلمت بكلمة صغيرة أو نظرة (يا نهاري) المهم أنا أحيانا أقابل هذا بعدم التعرض له بالكلام حتى أتجنب إيذاءاته ولأنه أصلا لا يريد التكلم معي فوالله لن تتصور حجم الإيذاء إضافه أنه يؤذيني بتلك الأغاني المحرمة، فهل حينما لا أتكلم معه أدخل تحت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي معناه أنه يوم الخميس يغفر للمسلمين إلا المتشاحنين، علما بأنني أصوم الحمد لله الاثنين والخميس بفضل الله تعالى، أسأله تعالى أن يثبتني ويفرج همي وجزاكم الله خيرا، ادعو لي بالزوج الصالح الرباني الذي يعينني على طاعة الله تعالى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الرباني المعين على الطاعات، وأما بخصوص سؤالك فالجواب عليه أننا نقول لك أولا: إنه قد يكون بعض ما يصدر من أخيك في بدايته مزحا، وربما يكون من المزح الثقيل فعلا، وربما تكونين أنت من النوع الذي يتحسس كثيرا من مثل تلك التصرفات، ولذلك نرى أن تصبري وأن تتغاضي عما يمكن التغاضي عنه، وأن لا تحملي كل تصرفات أخيك على قصد إلحاق الأذى بك ما لم تتأكدي من ذلك، فإن تأكدت من ذلك فليس عليك إثم إن لم تتكلمي معه اتقاء لظلمه واعتدائه عليك، وما يفعله هذا الأخ هو من الإساءة والقطيعة المحرمة، قال الله تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم* أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم {محمد:22-23}، وفي الحديث الذي رواه البخاري: أن الله عز وجل قال للرحم: ألا ترضي أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذاك.

وأما ما ذكرت من الخشية من شمول عدم المغفرة لك بسبب المشاحنة.. فهذا لو كان الأمر من قبلك تعديا وظلما، أما والأمر كما ذكرت فلا إثم عليك ما دمت تعرضين عنه اتقاء لشره وظلمه، وقد قال الله تعالى: إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم {الشورى:42}.. وننصحك بالصبر ودوام ذكر الله سبحانه والمغفرة، لقوله تعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور  {الشورى:43}، وانظري لذلك الفتوى رقم: 44685.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة