تفسير قوله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا..)

0 327

السؤال

فسر قوله تعالى: وليستعفف الذين لايجدون نكاحا.... إلى آخر الآية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

قوله تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله. الآية من سورة النور قال ابن كثير في تفسيرها: هذا أمر من الله تعالى لمن لا يجد تزويجا بالتعفف عن الحرام. كما قال - عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

قال عكرمة في قوله: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا.قال: هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي، فإن كانت له امرأة فليذهب إليها وليقض حاجته منها، وإن لم يكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والأرض حتى يغنيه الله. اهـ

وقال السعدي في تفسيره: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله. هذا حكم العاجز عن النكاح، أمره الله أن يستعفف، أن يكف عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفه عنه، من صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه، ويفعل أيضا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " وقوله: { الذين لا يجدون نكاحا } أي: لا يقدرون نكاحا، إما لفقرهم أو فقر أوليائهم وأسيادهم، أو امتناعهم من تزويجهم وليس لهم من قدرة على إجبارهم على ذلك، وهذا التقدير، أحسن من تقدير من قدر " لا يجدون مهر نكاح " وجعلوا المضاف إليه نائبا مناب المضاف، فإن في ذلك محذورين: أحدهما: الحذف في الكلام، والأصل عدم الحذف.

والثاني كون المعنى قاصرا على من له حالان، حالة غنى بماله، وحالة عدم، فيخرج العبيد والإماء ومن إنكاحه على وليه، كما ذكرنا.

حتى يغنيهم الله من فضله  وعد للمستعفف أن الله سيغنيه وييسر له أمره، وأمر له بانتظار الفرج، لئلا يشق عليه ما هو فيه.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات