لا ينبغي إساءة الظن بمن كان يسدي معروفا ثم قطعه لسبب ما

0 160

السؤال

كان لي خال وعد أن يساعدني لظروفي الخاصة بمبلغ شهري كل أول شهر أذهب وآخذ الفلوس وبعد هذا رفع المبلغ وأصبحت حياتي مرتبة على هذا المال وهو غني جدا جدا بارك الله له ومع مرور السنين كان لا يهتم بالاتصال بي وأصبح لازم علي أن أطلب منه الزيارة لأخذ الفلوس لي ولأخوته أي خالاتي وكنت أشعر بالحرج الشديد لهذه المكالمات الشهرية ولكن شدة الاحتياج هي التي كانت تجعلني أتكلم وخصوصا أن خالاتي أصبح أمرهم معي ولكن حدث أن أمي وأخي اشتكوني فى مشكلة بيني وبينهم فى مشاكل ديون وهم لا يسمعون لي وأخذوا يسبون ويشتمون وفي الآخر وجدت نفسي فى حالة انهيار عصبي وفضلت أصرخ واشتكي لله من ظلمهم والحمد لله لم أرد السب بسب، ولكن كنت أصرخ وأشتكي لله بكل ما فتحه الله علي من الدعاء كنت قد قرأته فى القرآن وأنا أصرخ بعيدا عنهم بعد هذا اتصلت بخالي لأخذ الفلوس فقال إنه سيدفع لهم فقط أما أنا فمعاقبة لخروجي عن الأدب فما موقف الشرع فيمن كان يعطي ثم يمنع وهو مازال قادرا، فهل هو ممن يخسرون تجارتهم مع الله وأقسم لكم أن الله أرسل لي من غيره أضعاف ما كان يرسل هذا الشهر وأنا واثقة أن الله سيكون معي فى الشهور القادمة بإذن الله فأنا أربي 5 أولاد لوحدي وزوجي مريض مرضا شديدا والحمد لله وما جزاء الذي يظن بنفسه أنه المعطي والمانع أعوذ بالله؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن خالك قد وعدك بمصروف شهري والراجح أن الوعد لا يجب الوفاء به وإنما يندب ويستحب،  وذكر بعض أهل العلم أنه يلزم الوفاء به إن ترتب عليه وقوع الموعود في ورطة بسبب الوعد كأن يتحمل حمالة ونحوه على أساس الوعد.

وعلى كل فما كان يفعله خالك بك وبأمك وأخيك هو من البر والإحسان الذي ينبغي شكره ومجازاته عليه بمثله وعدم كفرانه، ومنعه إياك لسبب يراه وجيها لا يمحو ويزيل ما كان منه قبل ذلك، والأولى محاولة إقناعة وترضيته وبيان ما حصل ليرضى عنك، ويعيد إليك صلته إن كنت بحاجة إليها.

ونوصيك ببر أمك والإحسان إليها ونحذرك من كثرة جدالها ورفع الصوت عليها فذلك من العقوق المحرم، فاسعي في مرضاتها وبرها وإن أساءت إليك فهي أولى الناس بحسن صحبتك وبرك.

وأما من يظن نفسه المعطي والمانع.. فإن كان يعتقد أنه يفعل ذلك دون مشيئة الله وإرادته فهذا يقدح في إيمانه ويؤدي إلى كفره -والعياذ بالله- إذ المعطي والمانع حقيقة هو الله عز وجل، وما يكون من العبد إنما هو بعد مشيئة الله، كما قال تعالى: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين {التكوير:29}، وفي الحديث: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك... رواه الترمذي.

ولكن ننبهك إلى أنه لا يجوز تنزيل ذلك على خالك دون بينة قاطعة، ولا يكفي مجرد كونه منعك ما كان يؤدي إليك؛ إذ الغالب أن يكون ذلك حصل منه تأديبا لك على ما يراه خروجا عن الأدب، ولا يجوز إساءة الظن به، مع كونه ينافي مجازاته بالإحسان على إحسانه، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8543، 25233، 44575، 42026، 18380.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة