العمل الصالح أنيس المؤمن في قبره

0 317

السؤال

ماذا يفعل القرآن عند موت قارئه؟ هل يأتيه على شكل رجل وسيم يقف بجواره يدافع عنه سؤال منكر ونكير؟؟ يدخل ذلك الرجل بين الكفن وصدر الميت ويتحول الرجل الوسيم إلى رفيقه الميت ويقول له: ' أنا القرآن الذي كنت تقرأه, بصوت عال أحيانا وبصوت خفيض أحيانا أخرى. لا تقلق. فبعد سؤال منكر ونكير لا حزن بعد اليوم. هل هذا صحيح.
وبارك الله فيكم وجزاكم كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما سأل عنه السائل لم نقف له على دليل وهو من الأمور التوقيفية، وقد ورد في فضل حملة القرآن والعاملين به فضائل كثيرة، منها:

 عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال:" هم أهل القرآن أهل الله وخاصته. رواه أحمد وابن ماجه والدارمي وصححه الألباني.

وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وكذا قال الألباني.

ومن الثابت أن القرآن يشفع لأصحابه الذين كانوا يتلونه ويعملون به يوم القيامة، ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية- أحد الرواة-: بلغني أن البطلة السحرة.

وقال صلى الله عليه وسلم: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن/ منعته النوم بالليل فشفعني فيهز قال: فيشفعان. رواه أحمد وصححه الألباني.

ومن الثابت في الأحاديث أن الذي يأتي المؤمن في قبره هو عمله الصالح، ففي حديث البراء الطويل، قال صلى الله عليه وسلم: فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت. فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره. قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.

ونسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35857،  16596، 1018،  10941، 103757.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى