الحب ليس شرطا لاستمرار الحياة الزوجية

0 151

السؤال

إنني تزوجت من بنت عمي منذ أربع سنوات ولي طفلان منها ولكنني منذ أن دخلت بها وهي لم تعجبني بتاتا وصبرت عليها لحد اليوم نظرا لقرابة الأسرة وأخاف من قطيعة الرحم وإني والله أعيش في جحيم حتى إنني أكثرت من استعمال العادة السرية وأفضلها على الجماع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن وجود المودة والألفة بين الزوجين قد يحتاج أحيانا إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء: 19}

وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر. رواه مسلم.

كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطا لاستقرار الحياة الزوجية.

 قال عمر رضي الله عنه: فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

كما أن الشرع قد أباح لك أن تتزوج ثانية وثالثة ورابعة ، ما دمت قادرا على الزواج، على أن تراعي العدل بين زوجاتك، أما إذا تعذر عليك معاشرتها بالمعروف.ولم تستطع أن تتزوج عليها وكانت نفسك تتوق إلى الزواج فلا لوم عليك إذا طلقتها.

 أما ما ذكرته من فعلك للعادة السرية، فهو خطأ كبير، وانحراف عن الفطرة، واستبدال للخبيث بالطيب، فهي عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، كما أن في ذلك ظلما لزوجتك وهضما لحقها، فإن من حقها عليك أن تعفها على حسب قدرتك، فعليك بالتوبة الصادقة من هذه العادة، وإحسان عشرة زوجتك، والتقرب إلى الله عز وجل، والبعد عن المعاصي الظاهرة والباطنة ، وننبهك إلى أن غض البصر من أهم أسباب قناعة الزوج بزوجته، كما أن إطلاق البصر في المحرمات ، يزهد الزوج في زوجته ولو كانت أجمل نساء الأرض، ويفتح الأبواب للشيطان ليزين له الافتتان بغيرها والنفور منها ، فاحرص على غض بصرك وسد أبواب الفتنة ، واستعن بالله ولا تعجز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة