الدعاء على الزوج إذا ظلم والعفو والصفح عنه

0 252

السؤال

أنا أعيش في أوربا يعني في غربة لا يوجد عندي أهل ولا جيران ومعاملة زوجي سيئة وعقله صعب جدا وأحيانا أدعو عليه من شدة القهر بسبب أنه لا يوجد غير الله يمكنه أن يأخذ لي حقي، لكي لا أطيل فإنه يحاربني من دون حق ويلعب القمار ويبخل علي بالمال وهو لا يشتغل فما حكم دعائي عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان زوجك على ما ذكرت من الحال وكان ظالما لك فإنه يجوز لك الدعاء عليه لأن الدعاء على الظالم مشروع وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 115193.

ولكن بشرط ألا يكون الدعاء عليه بأعظم من فعله وجنايته, واعلمي أنك إذا دعوت عليه فقد انتصرت منه, ولن يكون لك حينئذ جزاء الصابر المحتسب لأن العلماء قد نصوا على أن الدعاء انتصار وأن من دعا فقد اقتص من ظالمه.

 قال الإمام  أحمد: (الدعاء قصاص) وقال : (فمن دعا فما صبر ) أي فقد انتصر لنفسه.

وننبهك في النهاية على أن عفو المظلوم عن الظالم خير من الانتصار منه ولو بالدعاء, قال تعالى: وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم. {البقرة:237}.

 وقال سبحانه:  ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}.

 وقد كان العفو والصفح هما خلق النبي الكريم فقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله , فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين.

وقد بينا في الفتوى رقم: 70087, كيفية تعامل الزوجة مع زوجها المقامر، وللفائدة تراجع الفتويين: 70611،  70087.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة