أدب المرأة التي تعيش مع أهل زوجها

0 477

السؤال

كيف تحافظ المرأة المتزوجة التي تعيش مع أهل الزوج على نفسها، وما هو أجرها عند الله؟ كيف تلتزم المرأة بحجابها والزى الإسلامي، وكيف يعيش الرجل مع زوجته لتكوين حياة سعيدة ترضي الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمرأة إذا كانت تعيش مع أهل زوجها عليها أن تحذر من الخلوة بالرجال من أقارب الزوج كأخيه وعمه ونحو ذلك، فإن الخلوة مع الرجل الأجنبي محرمة، لقول رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.  متفق عليه.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من دخول أقارب الزوج على المرأة، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت. متفق عليه.

الحمو : أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ابن العم ونحوه.

وعليها أن تحرص على التزام الحجاب الشرعي أمام هؤلاء الرجال، قال تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {النور:31}

فإذا كان أحد أقارب الزوج من الرجال كأخيه، يقيم معهم في نفس البيت، فلا بد أن يكون للزوجة مسكن مستقل ولو غرفة بمرافقها، وذلك لأن الاشتراك في المرافق مع الأجنبي مظنة حصول المشقة لأن التزامها بالحجاب التام في البيت يوقعها في حرج شديد.

وعدم التزامها به يفضي لا محالة إلى أن يراها الأجنبي ولا يخفى ما في ذلك من المحظور الشرعي.

وعلى المرأة أن تحرص على الاحتشام عند الكلام معهم وتتجنب الخضوع بالقول وكل ما يثير الفتنة ويدعو للريبة، وراجع الفتوى رقم: 3819.

وأما أجر المرأة إذا حافظت على نفسها وأطاعت زوجها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت  رواه ابن حبان في صحيحه.

وينبغي للمرأة أن تعامل أهل زوجها بخلق حسن، ولها في ذلك الأجر العظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق. رواه الترمذي. وصححه الألباني.

وأما كيف يعيش الرجل مع زوجته حياة سعيدة، فذلك لا يكون إلا في بيت تقام فيه حدود الله، ويخشى كل من الزوجين من الله ويسعى لمرضاته.

ولتحقيق الحياة السعيدة، فإن على الزوج حسن العشرة لزوجته، وعلى الزوجة الطاعة في المعروف ، وعلى الزوجين معا القناعة، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 73552.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة