كيفية شكر الله تعالى على نعمه العظيمة

0 578

السؤال

لقد تعديت سن الستين وأشعر أن أعمالى قليلة جدآ لا توازى النعم الكثيرة التى يتفضل بها ذو الفضل العظيم سبحانه وتعالى،و يغمرنى بها، وكلما تذكرت الكثير مما تمنيته وقد تحقق فكم من مال احتجته وأجده يصل لى بالضبط لازيادة ولانقص ومن حيث لا أتوقعه نهائيا، فستر منه سبحانه وتعالى، وكم تمنيت الحج ليلا ونهارآ وأشترك فى مسابقة لها جائزة واحدة للحج وأفوز بها، سبحانه وتعالى يعطى ويتفضل الحنان المنان أن أعطانى الصحة والعمل الحمدلله بعد الستين، وكلما تذكرت الماضى الطويل خلفى أبكى كيف أوفى لله شكره، وأشعر أننى لا أعمل أى عمل يضعنى فى مكانة قريبة من الأبواب المذكورة فى السنة للجنة، وحيث إننى أعمل من الصباح حتى بعد العشاء أصل إلى بيتى، فصيامى غير الفرض قليل والصلاة والحمدلله لاتترك أبدآ، ولكن قليل من السنن ولكن نظرا لطول المسافة بين العمل والبيت أستمع للقرآن تقريبا طوال الوقت. فماذا أفعل حتى أوفي لله شكره وهو سبحانه ذو الفضل العظيم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئ أولا السائل على هذا الشعور الطيب، ونسأل الله تعالى له المزيد من الحرص على شكر الله تعالى وحمده والثناء عليه.

 فالمؤمن دائما يستشعر فضل الله عليه ويرى نعمه عليه كثيرة يعحز عن شكرها، ولاسيما نعمة الإسلام فهي أعظم نعم الله على العبد، وكل ما يأتيه من خير فهو تابع لهذه النعمة.

قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين وهو يتكلم عن حقيقة الشكر وكيف يكون العبد شاكرا: وكذلك حقيقته في العبودية وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا وعلى قلبه: شهودا ومحبة وعلى جوارحه: انقيادا وطاعة، والشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وأن لا يستعملها فيما يكره. فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها، فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة، وكل من تكلم في الشكر وحده فكلامه إليها يرجع وعليها يدور. اهـ.

ولتعلم أن من أعظم ما يشكر العبد به ربه عز وجل هو أداء الفرائض كما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.

ثم بعد الفرائض التشبث بما يستطيع من النوافل، ومن أعظمها وأسهلها وأخفها: ذكر الله تعالى.

فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

 ولمزيد من التفصيل حول شكر النعم كيفيته وقواعده انظر الفتويين رقم: 73736، 74127.

وننبه السائل الكريم على ملحوظة في قوله: ويتفضل الحنان المنان أن الحنان لم يثبت كونه اسما لله تعالى في السنة الصحيحة، وأما اسم المنان فثابت وصحيح، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 39861.

 والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات