كيف تتصرف الزوجة في تدخل أم زوجها في حياتها هي وزوجها مع سكوته على ذلك

0 266

السؤال

بالله عليكم أرجو الإجابة على سؤالي هذا بأسرع ما يمكن عسى الله أن يجعلكم سبب راحتي، وسامحوني إن أطلت: أنا فتاة لم أتجاوز العشرين من عمري، كنت طالبة فى كلية الصيدلة، وتقدم لي زوجي وأنا فى السنة الأولى، واتفقنا على إكمال تعليمي، ولما تزوجت الحمد لله رزقني الله الحمل مباشرة، فقررت أن أترك تعليمي بناء على رغبة زوجي، فقاطعني أهلي، وبعدها بدأت مضايقات أم زوجى فهي-الله المستعان- أصبحت تعاملني كأني ضيفة، وتسبنى وتتهمني بأني غير ملتزمة، ولا أعمل بما أحفظ من كتاب الله لأتفه الأسباب، أو بدون سبب مثلا أكلت يوما بدونها! وأصبحت تحرض زوجي علي، وبناتها، فظلمت كثيرا وتسببت فى طرد زوجي لأمي من بيتي، وسبت أمي بنفسها ، وتريد زوجي أن يعطيها كل المال لتأخذ ما تشاء وتترك ما تشاء، وتنفق على أولادها المتزوجين من أثرياء من مال زوجي، وتصر على عد المال بنفسها يوميا وإلا تغضب على زوجي، ومعها مفتاح شقتي، تدخل في أي وقت شاءت من صباح أو مساء، وهي تسكن فى شقة أمامنا مباشرة، ومعذرة رأتني أنا وزوجى ونحن فى وضع جماع، أما زوجي فهو يرى أن هذا كله من حقها، وأنه يبرها بدعوى أنها تعبت في تربيته، وتدخلها في حياتي يشعرني أنه ليس لي كيان، وأنا الآن ليس لي إلا الله، فأهلى شبه مقاطعين لي، وليس لي صديقات، وأنا في وحدة قاتلة، فزوجي مشغول بعمله، وأنا لا أريد الطلاق فأنا أحبه ومهما فعل أسامحه، ولكن لا أطيق الحياة بهذه الصورة.والسؤال الآن:هل هذا يرضي الله؟ هل من حقها عد المال يوميا وأخذه بهذه الصورة؟ وما هو حقها الشرعي في مال زوجي؟ وهل من حقها مفتاح الشقة؟ وهل من حقها الدخول لتأخذ ما تشاء من أشياء خاصة وطعام وقد لا تترك ما يكفينا؟ أفتوني في أمري عسى الله أن يهدي زوجي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت أم زوجك تسبك وتسيء إليك دون مسوغ فهي ظالمة، والواجب على زوجك أن يوازن بحكمة بين بر والدته وعدم ظلمه لزوجته وتضييقه عليها، وعليه أن يعاشر زوجته بالمعروف ويحسن إلى أهلها،أما دخول أم زوجك إلى شقتك دون استئذان فهو غير جائز، لما فيه من الاطلاع على العورات، ولمنافاة  ذلك لحقك في السكن المستقل، وينبغي لزوجك أن ينصحها في ذلك برفق، أما عن حقها في ماله فلها أن تأخذ منه ما تحتاج إليه لنفسها، لكن إذا أعطاها زوجك ما تريده مما لا يضر به فهو من الإحسان إليها ، وليس لك الاعتراض على ذلك ما دام زوجك ينفق عليك بالمعروف ، وكل ما لا يضر زوجك إعطاؤه لأمه فالأولى أن يعطيها حتى ترضى .

 جاء في الفروق للقرافي:  قيل لمالك: يا أبا عبد الله لي والدة وأخت وزوجة فكلما رأت لي شيئا قالت : أعط هذا لأختك، فإن منعتها ذلك سبتني ودعت علي؟ قال له مالك: ما أرى أن تغايظها وتخلص منها بما قدرت عليه أي وتخلص من سخطها بما قدرت عليه. أنوار البروق في أنواع الفروق.

ولا شك أن حرص زوجك على بر أمه من علامات صلاحه، فينبغي أن تشجعيه على ذلك، فذلك مما يعود عليكم بالخير في الدنيا والآخرة، واعلمي أن من حسن عشرة الزوجة لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، و ذلك من حسن الخلق الذي يثقل الموازين يوم القيامة، كما أنه مما يزيد من محبة الزوج واحترامه لزوجته، وراجعي الفتوى رقم: 60257.

وننبه السائلة إلى أن مقاطعة أهلك لك لا تبيح لك مقاطعتهم ولا سيما والداك، فعليك برهم وصلتهم بما تقدرين عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة