على من يجب تعليم الصماء البكماء الواجبات الشرعية

0 263

السؤال

لدى عمة صماء بكماء جاهلة بأمور الدين، وأردت أن أعلمها الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، ولكن أبى وأعمامي غير موافقين، ويقولون إنهم المحاسبون عليها أمام الله. سؤالي : هل علي وزر إن تركتها أم أعلمها ولا أهتم بكلام أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يجزيك خيرا على حرصك على عمتك، وعلى اهتمامك بتعليمها أمور دينها، ولا يجوز لأبيك أو أعمامك أن يتركوا عمتك جاهلة بما يجب عليها من أمور الدين فضلا عن أن ينهوا من يريد أن يقوم بتعليمها، هذا إذا كانت تستطيع التعلم، ونقول لك: احرصي على تعليمها، وتلطفي مع أبيك وأعمامك في الكلام، وبيني لهم أهمية أن يعلم المسلم ما يجب عليه من أمور دينه، وأنهم أولياء أختهم وسيسألون عن تقصيرهم هذا يوم القيامة، وأن الأمانة تقتضي أن يهتموا بدين أختهم أعظم من اهتمامهم بمأكلها ومشربها، وذكريهم بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. {التحريم:6}.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره: أي: يا من من الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه. فـ { قوا أنفسكم وأهليكم نارا } موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالا ونهيه اجتنابا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه. ووصف الله النار بهذه الأوصاف، ليزجر عباده عن التهاون بأمره. انتهى.

وذكريهم بقوله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع فمسؤول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه. ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. رواه البخاري ومسلم.

فإن أصروا على عدم تعليمك لها، فلا تطيعيهم في ذلك وعلميها واصبري واحتسبي الأجر عند الله، لأن هذا التعليم لعمتك أصبح في حقك واجبا إذا لم يوجد من يعلمها غيرك، وترك عمتك جاهلة بالضروري من أمور الدين من المنكرات التي يتعين إزالتها وقد قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: فليغيره. فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة . وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهو أيضا من النصيحة التي هي الدين . .. ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين , وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف . ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أو لا يتمكن من إزالته إلا هو ، وكمن يرى زوجته أو ولده أو غلامه على منكر أو تقصير في المعروف. اهـ

ونسأل الله لك التوفيق.

 والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة