كمال أجر العمل الصالح باستحضار النية

0 297

السؤال

الشخص الذي يربي ولده أو يبر بأمه أو يفعل الخير بدون أن تكون لديه نية لله هل يأخذ أجرا أي مثلا يربي ابنه لأنه يحب ابنه وهذا ما جرت به العادة فهل يأخذ أجرا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأكثر العلماء على أن العبد لا يؤجر على عمله إلا إذا نوى به وجه الله، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 120085.

وذهب بعض العلماء إلى أن المسلم يؤجر على أعمال الخير من غير نية اكتفاء بعموم قصده للخير وطلبه لطاعة الله في الجملة.

 قال ابن رجب الحنبلي: وقد قال أبو سليمان الداراني: من عمل عمل خير من غير نية كفاه نية اختياره للإسلام على غيره من الأديان، فظاهر هذا أنه يثاب عليه من غير نية بالكلية لأنه بدخوله في الإسلام مختار لأعمال الخير في الجملة فيثاب على كل عمل يعمله منها بتلك النية. والله أعلم.  جامع العلوم والحكم.

وعلى كل الأحوال فإن قيام المسلم بهذه الأعمال خير وفيها نفع ومصالح له ولغيره، لكن الأولى والأكمل للمسلم أن يجتهد ما استطاع في إخلاص العمل لله واستحضار النية عند الأعمال واحتساب الأجر، فذلك بلا شك أصلح لقلبه وأعظم لأجره قال تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما. {النساء:114}.

قال السعدي: فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير، كما دل على ذلك الاستثناء. ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص، ولهذا قال: ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما.  فلهذا ينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت وفي كل جزء من أجزاء الخير، ليحصل له بذلك الأجر العظيم، وليتعود الإخلاص فيكون من المخلصين، وليتم له الأجر، سواء تم مقصوده أم لا لأن النية حصلت واقترن بها ما يمكن من العمل. تفسير السعدي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات