زيارة عرش بلقيس والمعابد التاريخية

0 350

السؤال

هل يجوز زيارة عرش بلقيس والمعابد التاريخية في مأرب؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يعرف بالمناطق السياحية أنواع، فمنها أبنية أو بقاع لمعالم بشرية وحضارية لا ترتبط بملة ولا ديانة في ذاتها، بل هي محض بناء إنساني وإنتاج بشري، وهذه لا إشكال إن شاء الله في زيارتها لأي غرض مباح، ما دام ذلك لا يجر إلى محظور شرعي.

ومنها أبنية ومعالم دينية، كالكنائس والمعابد، وهذه لا يجوز دخولها حال وجود منكر من صور ونحوها، وأما إذا كان مع عدم وجود منكر فلا بأس بذلك، على الراجح من أقوال أهل العلم، كما قدمنا في الفتوى رقم: 37925.

ومنها بقاع إنما هي ديار لقوم أهلكهم الله تعالى بعذاب شامل كديار ثمود، وهذه لا يجوز دخولها إلا مرورا بها، مع الاتصاف بالخشوع والبكاء، والتفكر والاعتبار في مصيرهم، أما زيارتها للسياحة والمتعة واعتبارها تراثا حضاريا، فهذا مخالف للوصف الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصف به المؤمن في هذا الموقف، وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 42053، 21901، 8646.

وما يعرف اليوم بعرش بلقيس إنما هو معبد من المعابد التاريخية في مأرب باليمن، يضم ساحة وموقع المذبح للقرابين، كما أن هناك معبدا آخر يسمى محرم بلقيس. نقول ذلك للتنبيه على أنه ليس هو العرش المذكور في القرآن في سورة النمل. فإن هذا أتي به إلى نبي الله سليمان عليه السلام في الشام، وقد نقل ابن كثير في البداية عن محمد بن عائذ قال: قال بعض مشايخ الدماشقة: ليس في الجامع يعني جامع دمشق من الرخام شيء إلا الرخامتان اللتان في المقام من عرش بلقيس، والباقي كله مرمر. اهـ.

وأخيرا ننبه على أن مأرب وسدها موضع من مواضع المعذبين، كما قال الله تعالى: لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور {سبأ: 15-19}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة