تقبيل يد أو قدم أو رأس الوالدين من إكرامها والبر بهما

0 39

السؤال

كثير ما أرى أبناء متأدبين مع الوالدين في المعاملات إلى حد أن أحدهم يقبل يدي أمه، أو رأس أبيه، أو يقبل ساقيهما وراودني الشك، وما دام الشك نصف العلم ـ كما يقال ـ وهو الطريق إلى اليقين أن مثل هذه المعاملة هي شرك، إذ لا يجوز ذلك إلا مع الخالق، فما هو رأيكم في مثل هذه العادة التي يقوم بها بعض الأبناء البررة؟ وهل هناك دليل من السنة على ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان جواز تقبيل يد الوالدين ورجلهما إكراما وبرا لهما، فراجع في هذا الفتوى رقم: 13930.

وورود الدليل على هذا يعني عدم المنع منه فضلا عن أن يكون شركا.

وننبه إلى أن القول بأن الشك نصف العلم قول لا دليل عليه، بل هو قول باطل ولا أساس له من الصحة، فالشك مذموم فكيف يكون نصف العلم؟ وقول السائل عن الشك وهو الطريق إلى اليقين فلعله يشير إلى ما يزعمه علماء الكلام من أن أول واجب هو الشك أي أن يشك الإنسان أولا ليصل من طريق هذا الشك إلى اليقين فيشك أولا ثم يتأمل ثم يفكر وهكذا حتى يصل إلى اليقين، وهذا من قول علماء المتكلمين، وليس من قول السلف الصالحين، وفي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والحافظ ابن حجر في فتح الباري والقرطبي في كتابه المفهم وغير ذلك من كتب أهل العلم ردود على هذه المقالة وأمثالها وإبطال لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة