حكم تحسين الخلق ابتغاء وجه الله ولتحصيل منفعة دنيوية

0 189

السؤال

كنت أحاول دائما بفضل الله أن أكون حسن الخلق لأنال بذلك الأجر من الله كما في كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكي أكون صورة حسنة عن المسلمين، ولذلك أحرص أن أعامل الناس معاملة طيبة وأبتسم في وجوه إخواني وأتحمل أذاهم قدر الإمكان.مؤخرا في العمل أصبحت مشرفا على بعض الأفراد، وعملي الإشرافي هذا يتطلب بطبيعته أن أكون ودودا مع من أشرف عليهم وأن أصادقهم وما إلى ذلك.. فالآن أنا في حيرة وقلق.. هل تعاملي مع الناس في العمل بحسن الخلق والمودة، هو لوجه الله تعالى، أم لمصلحة العمل ولكي أكون مديرا ناجحا؟فسؤالي: هل يمكن الجمع بين النيتين؟ أم أنني لو قصدت بحسن تعاملي مع الناس أن أكسب مودتهم لكي أكون مديرا ناجحا في عملي فبذلك يضيع ثواب حسن خلقي لأنه للمصلحة الشخصية وليس خالص النية لله سبحانه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في العبادات أن يقصد بها صاحبها وجه الله وحده لقوله تعالى: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا. {الكهف:110}.

 ولا شك أن حسن الخلق من العبادات التي أمر بها الشرع في مثل قوله تعالى:  وقولوا للناس حسنا {البقرة: 83} وقوله تعالى:  والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. {آل عمران:134}. وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. صححه الألباني.

وعليه فمن كان يرجو ثواب الله سبحانه على هذه الأخلاق فليجعلها خالصة لوجه الله تعالى, فمن فعل ذلك ابتغاء رضوان الله فهذا قد وقع أجره على الله, أما من حسن أخلاقه لأجل منفعة دنيوية لا ينوي بفعله إلا ذلك فهذا لا أجر له.

ومن حسنها ابتغاء رضوان الله ثم قصد مع ذلك منفعة دنيوية فهذا لا يبطل عمله إن شاء الله ولكن لا يكون ثوابه كثواب من جرد العمل لله وحده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة