حكم قول (اللهم سبحانك) في السجود

0 294

السؤال

أود السؤال عن "اللهم سبحانك" في السجود قبل الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، هل هو مشروع أم يجب الاقتصار على المسنون، وكذلك الثناء على الله والصلاة على النبي والتفويض كذلك في هذا الموضع من الصلاة بعد قول سبحان ربي الأعلى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبه أولا إلى أن تسبيح الركوع والسجود ليس واجبا عند جماهير أهل العلم خلافا للحنابلة في المشهور من مذهبهم. وراجع الفتوى رقم: 113597، للفائدة.

وفي خصوص ما سألت عنه فإنه يشرع للمصلي أن يقول في سجوده ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ) – وليس اللهم سبحانك – فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي .. اهـ

وكذا يشرع الثناء على الله تعالى في السجود لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده: ... لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. رواه مسلم.

وكذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ( كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم.

قال النووي رحمه الله : ومعنى ( سبوح ) المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية ، ( وقدوس ) المطهر من كل ما لا يليق بالخالق .. اهـ  وراجع الفتوى رقم: 35317.

كما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان محلها التشهد الأخير إلا أنها من جملة الدعاء فيشرع لك أن تصلي عليه في السجود ويدل عليه ما رواه الترمذي من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي فقال ما شئت هـ.

جاء في تحفة الأحوذي: فكم أجعل لك من صلاتي أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي قاله القاري. وقال المنذري في الترغيب : معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك ... اهـ  وراجع الفتوى رقم: 33808.

ولم يتبين لنا معنى قول السائل ( التفويض ) فإن كان المقصود أن يدعو الله بأنه يفوض أمره إليه فهذا دعاء، والدعاء يشرع في السجود لقول النبي صلى الله عليه وسلم : وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة