تفسير قوله تعالى (إن هو إلا ذكر وقرآن مبين)

0 329

السؤال

قال تعالى: وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. (يس: 69) هل لفظ(هو)عائد على من؟ هل عائد على حرف(له) وهل كلمه(الذكر)هي الرسول؟ أم القرآن حيث إن بعض المفسرين قالوا إن الذكر هو الرسول. فهل لغويا يعد ذلك صحيحا؟ واذا كان الذكر هو الرسول فكيف أن لفظ(هو)عائد على شيئين شيء حي وهو الرسول، وشيء جماد وهو القرآن المبين إلا إذا كان حرف الواو الذي بين كلمة الذكر وكلمة القران يعني (مع).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الضمير في قوله : إن هو إلا ذكر {يوسف:104}. عائد على القرآن كما قال ابن جزي والشوكاني في تفسيريهما، والمراد بالذكر هو القرآن؛ لما فيه من التذكير والوعظ، ويدل لذلك قوله في الآية الأخرى : وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون (50) {الأنبياء:50}. وقيل إن الذكر بمعنى الشرف بمعنى أنه شرف لمن آمنوا به وعملوا به كما قال في الآية الأخرى : وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون (44) {الزخرف}. ومما يؤكد هذا أن الضمير أخبر عنه بقوله ذكر وقرآن مبين .

وأما إطلاق الذكر لغة على الرسول صلى الله عليه وسلم فهو سائغ، وقد فسر بعض المفسرين كلمة الذكر بالرسول في قوله تعالى : قد أنزل الله إليكم ذكرا (10) رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا (11) {الطلاق}. وفي قوله تعالى : وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين (5) فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون (6) {الشعراء}. وراجع تفسير ابن عطية وتفسير القرطبي .

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات