تزوجت منذ سنتين، وعمري الآن 27 وزوجي 34، وفي البداية قررت وزوجي تأجيل الإنجاب حتى أتم دراستي التي لم يبق لي منها سوى مادة واحدة، ولكنني لم أجتهد ولم أتمها وذلك لأنني لقيت صعوبات كثيرة في التأقلم مع حياتي الزوجية الجديدة، وبعد أن رأيت أنني لا أتقدم في الدراسة وأن زوجي راغب في الإنجاب وافقت على الإنجاب وحملت، إلا أن الله لم يشأ لهذا الحمل أن يتم وأجهضت تلقائيا بعد الشهر الثاني وعانيت الكثير من الآلام أثناء الإجهاض وأخذني الكثير من الوقت لأستدر صحتي خاصة أنني أصبت بفقر الدم، لأنني نزفت كثيرا والآن بعد مرور نصف سنة استعدت صحتي ـ والحمدلله ـ ولكنني فقدت رغبتي في الإنجاب، وأريد أن أتم دراستي خاصة أنه بقيت مادة واحدة فقط وأن أبحث عن عمل وليس خوفا من الفقر ولكن لأن نفسيتي ساءت كثيرا من الجلوس في البيت والوحدة خاصة أن زوجي يمضي أكثر من 12 ساعة بالعمل يوميا عدا أيام العطل وزوجي موافق على فكرة عملي، ولكنني لن أستطيع أن أتم دراستي وأنا حامل، لأنني بحملي الذي أجهض كنت أشعر طوال الوقت بالتعب والنعاس، فكيف يمكن أن أدرس بهذه الحالة؟ وبعد الدراسة فمن يوظف حاملا؟ أريد أن أعمل ولا أستطيع أن أتحمل أن أتواجد أكثر بالبيت طوال الوقت، وزوجي وافقني على تأجيل الإنجاب، لكني أشعر أنه وافق لأنه يحبني وبداخله يرغب بشدة في الإنجاب حتى إنه يداعب كل طفل يراه حتى لو كان غريبا ولا نعرفه، فيتألم قلبي لذلك، لكنني أشعر أنني أصبحت اكتئابية وبأنني لا أتقبل فكرة الإنجاب الآن وأن الأمر يضغط كثيرا على أعصابي، أحاول أن أقنع نفسي، لكنني غير متقبلة لفكرة وجود طفل في حياتي والآن بعد أن كنت متحمسة، فهل تأجيل الإنجاب لهذه الأسباب محرم؟ وهل يعتبر اضطهادا لحق الزوج؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإنجاب من أعظم مقاصد الزواج، وهو حق مشترك للزوجين لا يملك أحدهما منع الآخر منه بغير رضاه، أما الاتفاق على تأخيره فترة ما، أو تنظيمه لمصلحة فلا حرج فيه، كما بيناه في الفتوى رقم: 31369

وعلى ذلك، فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ في تأخير الإنجاب ما دام زوجك موافقا، لكن الذي ننصحك به عدم تأخير الإنجاب ما دمت تشعرين أن زوجك يرغب في الإنجاب وليس عليك ضرر فيه.

والله أعلم.