الابتلاء.. أسبابه.. وثماره

0 334

السؤال

شيوخي الأفاضل أطال الله أعماركم، أود أن أسأل: كنا في مجموعة وكنا نتناقش عن أمر ديني، مثلا: هذا يلعب القمار، ويغتاب الناس وإذا أصابته مشاكل نفسية، أو جسدية يقول هذا امتحان من الله، والآخر لا يلعب القمار ومستقيم وإذا أصابته مشاكل نفسية، أو جسدية يقول هذا امتحان من الله، فهل المعنى أن كل إنسان يمتحن حتى الذي يشرب الخمر، أو يلعب الميسر؟ وبمعنى أوضح: هل الذي لا يلعب الميسر ويحلل الحلال ويحرم الحرام إذا أصابته مشاكل نفسية، أو اقتصادية يمتحن؟ وهذا الذي يلعب الميسر ولا يبالي أحرام هذا أم حلال، إذا أصبح يعاني مشاكل نفسية واقتصادية يعاقب على فعله المنكر؟ أم هو أيضا يمتحن، أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى يبتلي كلا من المؤمن والعاصي والكافر بالسراء والضراء، كما قال تعالى: كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء: 35}،

وقال تعالى: ولقد أرسلنآ إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون {الأنعام:42، 43}.

وقال تعالى: وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون* ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون {الأعراف:94، 95}.

فالكافر والعاصي يبتلى عقوبه له على كفره وعصيانه، ولينيب إلى ربه ويرجع إليه من ذلك، وما يتجاوز الله عنه أكثر، كما قال تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون {السجدة:21}.

وقال تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون {الروم:41}.

وقال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.

وهذا الابتلاء يكفر الله به سيئات العاصي؛ كما في حديث الصحيحين: ما يصيب المسلم من هم ولا نصب ولا هم ولا غم ولا أدنى من ذلك حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بها من خطاياه.

وأما المؤمن الذي يصبر على البلاء فإنه يرفع الله به درجاته، ويعطيه الأجر العظيم، كما قال الله تعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون* {البقرة:155-157}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات