حول قضاء اليوم الذي حصل فيه الجماع في نهار رمضان

0 291

السؤال

هل إذا كنت أعتقد أن من جامع زوجته في نهار رمضان يكون عليه كفارة صيام ستين يوما متتابعة دون قضاء اليوم الذي تم الإفطار فيه وهذا الاعتقاد كان عن جهل مني بحكم القضاء والكفارة. فهل بذلك أكون قد عشت طوال هذه السنوات مرتدا لأني أنكرت معلوما من الدين بالضرورة، مع العلم أني أعيش فى بلد إسلامي أي ليس لي عذر بالجهل؟ أنا لم يخطر ببالي أن أسأل لأني كنت أعتقد أنني على صواب و لكن عرفت بالصدفة.
هل أحتاج الى إعادة عقد زواجي؟ أرجو الإجابة لأني في غاية الضيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن وجوب قضاء اليوم الذي حصل فيه الجماع في نهار رمضان ليس مما علم من الدين ضرورة، إذ قد يعتقد الشخص غيرالمتفقه أن صيام الشهرين يكفي عن قضاء اليوم الذي فسد صيامه، والمقصود بالمعلوم من الدين بالضرورة هو ما علمه عامة المسلمين من الدين بالأولية من دون نظر ولا تأمل وجوبا أو تحريما، مثل: وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج.. وتحريم الزنا والعقوق والظلم والخمر والخنزير، والقتل إلى غير ذلك من المسائل التي ينتشر بين المسلمين وجوبها أو تحريمها في الاعتقاد أو العمل، والتي تختلف باختلاف الأشخاص والبيئات، فقد يكون الأمر ضروريا في بيئة ويكون نظريا في أخرى، مع أن هناك فرقا بين الجهل بحكم الشيء وبين إنكاره فيما يتعلق بالردة، وعلى هذا فلا يعتبر جهل السائل لهذه المسالة ردة، وبالتالي فلا يحتاج إلى تجديد عقد، وعليه قضاء كل يوم فسد صيامه من رمضان ولو كان يجهل وجوب قضائه، لأن الجهل بالوجوب لا يسقط الواجب، وإن أسقط عنه الإثم.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فيمن أفطر جهلا بوجوب الصوم: يلزمه القضاء، لأن عدم علم الإنسان بالوجوب لا يسقط الواجب، وإنما يسقط الإثم، فهذا الرجل ليس عليه إثم فيما أفطره، لأنه جاهل، ولكن عليه القضاء. انتهى. وانظرالفتوى رقم : 35393، وعليه أن يتفقه في دينه ويتعلم ما تتوقف عليه صحة عبادته ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه،  وانظر موجبات الردة في الفتوى رقم :146893.

والله أعلم

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة