تفسير قوله تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاة..)

0 233

السؤال

لو سمحتم الإجابة على سؤالي المتعلق بتفسير الآية الكريمة في سورة الكهف قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) هل المقصود هنا بالبنين الذكور فقط أم الإناث؟ وما هو منطلق التربية الإسلامية في المساواة بين الرجل والمرأة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى يقول: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) [الكهف:46] .
والبنون في لغة العرب هم الأولاد الذكور خاصة، قال تعالى: (أم له البنات ولكم البنون) [الطور:39] . وقال سبحانه: (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون) [الصافات:149] .
والاغتباط بالمال والبنين شنشنة معروفة في العرب، قال شاعرهم:
فلو شاء ربي كنت قيس بن عاصم             ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مال كثير وطاف بي بنـون كـرام سـادة لمسـود
وقد جاء هذا المعنى في قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) [آل عمران:14] . قال بعض أهل التفسير: خص البنين دون البنات لعدم الاطراد في محبتهن...
والأصل في الشريعة الإسلامية هو تسوية المرأة بالرجل في الأحكام إلا أن هناك بعض الأحكام خاصة بالمرأة وأخرى خاصة بالرجل، ولا يتسع المقام لذكر ذلك.
كما أن لكل من المرأة والرجل وظائف وتخصصات تتناسب مع ما جبل عليه كل واحد منهما من الخصال، فالرجل بطبعه شديد وقوي، فيصلح للجهاد وطلب المعيشة ونحو ذلك، والمرأة بطبعها ضعيفة رقيقة، فتصلح لتربية الأولاد وإعداد الأجيال وإعطائهم العطف والحنان، وتصلح لتدبير شؤون البيت ونحو ذلك، وهذا هو الغالب في الجنسين، ولا يقدح في ذلك أن من النساء من هي أقوى وأشجع من بعض الرجال، وأن من الرجال من هو أضعف من بعض النساء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات