ضوابط تكشف المرأة أمام الطبيب

0 321

السؤال

أنا فتاة في 15 من عمري, العام الماضي أجريت عملية في بلد أجنبي لقدمي وأنا متحجبة والحمد لله، ولكن عندما توجهت إلى غرفة العمليات أمرت بخلع حجابي وارتداء ملابس غرفة العمليات، رفضت في البداية ولكن أبي قال لي لا بأس علما بأن طاقم العملية رجال, وفي اليوم التالي كنت عاجزة عن المشي بسبب الجبس فدخل الطبيب وأنا مسفرة عن وجهي وشعري وأغلب ذراعي. فهل أنا آثمة ؟؟ وماذا علي أن أفعل في مثل هذه الأحوال ؟؟ وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد ثبت بنصوص الشرع وجوب استتار النساء وحفظ عوراتهن.‏ قال تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ‏إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ‏أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن ‏أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم ‏يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى ‏الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31]‏
وإذا احتاجت المرأة إلى التداوي والعلاج مما يستلزم معه اطلاع المعالج على عورتها فيرخص لها في إبداء ما يستدعي العلاج كشفه، وليكن ‏ذلك عند طبيبة مسلمة، فإن لم توجد الطبيبة المسلمة فطبيبة غير مسلمة، فإن لم توجد ‏فطبيب مسلم، فإن لم يمكن فطبيب غير مسلم.

والمعروف أن ملابس غرفة العمليات غير ساترة، وعلى المسلمة أن تصر على لباس ساتر إلا مما لا بد منه لإجراء العملية؛ لكن إن اضطرت لإجراء العملية في هذه الملابس فلا إثم عليها للضرورة والحاجة.

وكان على السائلة بعد أن أجرت العملية وبقيت في المستشفى أن تحتاط حتى لا يرى عورتها أحد من هؤلاء الأطباء، وإذا حصل أن كان دخولهم بغتة فقد كان يمكنها الاستتار بلحاف ونحوه.

وما دام الأمر قد انتهى فعليك بالتوبة الى الله مما عسى أن يكون حصل منك من تفريط، وعليك الحذر مما يستقبل، واعلمي أن الله عز وجل يقبل توبة التائبين، كما قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون. { الشورى: 25}.
وفي الحديث القدسي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن ـ وصححه الألباني.
 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة