مال الدولة له من الحرمة ما لما يملكه الفرد لماله

0 420

السؤال

السلام عليكم عندنا أقوال في ليبيا أن سرقة أموال الدولة حلال لأنها لا تقوم بالعدل في المعاملات بين المواطنين حيث إن المواطنين الكادحين لا يستطيعون أن يقوموا بالعلاج خارج الوطن وبعض الأشخاص حتى لو أصيبوا بالزكام يذهبون للخارج للعلاج وفي الآونة الأخيرة تم اختيار شريحة وتم إعطاؤهم مركوبا بدون مال أو بمبلغ رمزي وباقي أفراد الشعب يتعب حتى في الحصول على قوت يومه أفتوني يرحمكم الله؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مال الدولة هو في الحقيقة ملك لجميع الأمة، له من الحرمة ما لما يملكه آحاد الأمة من مالهم، فلا تجوز سرقته، ولا الاحتيال عليه بغير حق شرعي.
وما انتشر واستشرى في كثير من البلدان من استبداد طبقة معينة بالأموال العمومية أو بالحظ الأوفر منها، هو في الحقيقة جور وتعد على أموال المسلمين بغير حق.
ولكن ذلك كله لا يهتك حرمة هذا المال، ولا يسوغ السرقة منه، وفي سنن الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن اساءوا فلا تظلموا" ، فهذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فإن معناه صحيح، فالذي يجب على المسلم هو أن يتقي الله تعالى ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه.
وأن يثق بما عند الله تعالى، وأن لا يجعل من فساد الزمان وجشع الناس وتنافسهم على جمع الأموال المحرمة مسوغا أو ذريعة للمخالفات، فالمسلم مطالب بالالتزام والاستقامة في كل زمان وفي كل مكان.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة