أودع أموالك في المصارف الإسلامية.. وعلى القائمين عليها تدارك الخلل

0 197

السؤال

أين يدخر المسلم أمواله في هذه الأيام؟ مع العلم أن البنوك الإسلامية تقرض الناس بفوائد أيضا مثل أي بنك أريد مكانا تكون فيه نسبة الربح حلالا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن المسلم مطالب بتحري الحلال والبحث عنه، فإن ذلك من أسباب الاستقامة واستجابة الدعاء ونزول البركة، قال تعالى: (وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) [الجـن:16] . وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك" .
فلا يجوز للمسلم أن يودع أمواله أو يدخرها في البنوك الربوية، لأنها مصدر للمال الحرام، ولأنها قائمة ومؤسسة أصلا على الربا، وأكبر دعم يمكن أن يقدمه لها الفرد هو الإيداع فيها والادخار.
ومن فعل ذلك، فقد ساعدهم على إثمهم، والله تعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) [المائدة:2] .
أما البنوك والمصارف الإسلامية - على علاتها- فإنها قامت أصلا على نبذ الربا، ورفض كل المعاملات التي يحرمها الشرع، وقامت لتكن بديلا للمسلمين من أمثالك - أخي السائل - الذين يتحرون الحلال ويرفضون الربا عن البنوك الربوية التي جاء بها اليهود وأعداء الإسلام إلى بلاد المسلمين لنهب خيراتهم، والتحكم في طاقاتهم، ولهذا أنصح أخي السائل أن يبحث عن أقرب مصرف إسلامي إلى الصواب فيدخر فيه ماله، وأن ينصح بذلك كل من له به صلة، ونحن لا ننكر أن المصارف الإسلامية عليها ملاحظات، ولكن بعض الشر أهون من بعض، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول لنا في الحديث المتفق عليه: "سدوا وقاربوا".
والخلاصة: أن السؤال الذي طرحه الأخ السائل سؤال كبير ومهم جدا، فإذا لم تستطع المصارف الإسلامية والمؤسسات المالية في بلاد المسلمين أن تستوعب أموالهم، وتكسب ودهم بالإقناع التام أن معاملاتها موافقة لشرع الله تعالى، فإن هذا فشل خطير يجب على القائمين عليها أن يتداركوه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات