هل يذم مراعاة الجمال في المرأة المراد نكاحها

0 821

السؤال

هل يوجد حديث شريف ينص على أن من تزوج امرأة لجمالها أذله الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فلم نقف على حديث بهذا اللفظ، لكن قد ورد التحذير من تزوج المرأة لأجل جمالها، خرجه ابن ماجه وغيره عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل. وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف. وفي هذا المعنى أحاديث أخرى لا تصح.

وليعلم أن الجمال من الأوصاف المطلوبة في المرأة، فلا يذم مراعاة الجمال في المرأة المراد نكاحها، وإنما المذموم أن يجعل الحسن والجمال هو المقصد الأساس الذي يكون عليه مدار الاختيار، بل الذي ينبغي هو مراعاة جانب الدين وتقديمه على ما عداه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

قال ابن علان في شرح رياض الصالحين: قال الرافعي في المجلس الثالث عشر من أماليه: يرغب في النكاح لفوائد دينية ودنيوية، والفوائد المتعلقة بمطلق النكاح تحصل بنكاح أي امرأة كانت.. ثم قال: فمن الدواعي القوية إليه الجمال، وقد نهى عن تزوج المرأة الحسناء، وليس المراد النهي عن رعاية الجمال على الإطلاق، ألا ترى أنه قد أمر بنظر المخطوبة ليكون النكاح عن موافقة الطبع، ولكنه محمول على ما إذا كان القصد مجرد الحسن واكتفي به عن سائر الخصال، أو على الحسن التام البارع لأنه يخاف بسببه من الإفراط في الإدلال المورث للوحشة والمنازعة والأطماع الفاسدة، فالمنهل العذب كثير الزحام ومن شدة الصبوة والميل ولا يؤمن منها تولد أمور مضرة، ولأنها قد تصرفه عن كثير من الطاعات في غالب الأوقات، ومن الدواعي الغالبة المال وهو غاد ورائح، وإذا كان كذلك فلا يوثق بدوام الألفة سيما إذا قل، وقد قيل من عظمك عند استغلالك استقلك عند إقلالك وأما إذا كان الداعي الدين فهو الحبل المتين الذي لا ينفصم فكان عقده أدوم وعاقبته أحمد. اهـ. ملخصا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة