هواجس أو استدراج الشياطين لممارسة السحر

0 266

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر ثماني عشرة سنة، ملتزم، وأخاف الله، وفي يوم من الأيام طرأ علي شيء غريب، ألا وهو: أني أسمع كلاما في أذني يخبرني بأن فلانا غدا سوف يموت، وهذا شخص به سحر فأذهب فأرقيه... إلى غير ذلك، وكل هذه الأمور تحصل عيانا، وقد أخبرت بعض أصحابي بما طرأ علي فقالوا: إنهم جن يريدون أن يستدرجوك وغير ذلك، وقد أخبرت أيضا بعض الأصحاب بهذه الحالة، فقالوا لي: أنت مشرك وكاهن، وقد ذهبوا لبعض المشايخ أو طلاب العلم من طلاب الشيخ الألباني فقال لهم: اهجروه وحذروا منه الناس، فهجروني فضاقت الدنيا بي حتى كدت أصاب بالجنون. فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من الحقائق التي يجب أن تعلم أن المؤمن يبتلى بشتى أنواع المصائب، ليكون ذلك رفعة لدرجاته وكفارة لسيئاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه الترمذي وصححه، ورواه أحمد أيضا من حديث أبي هريرة.

وهذا الذي حدث لك أيها السائل قد يكون هواجس وأفكارا ناتجة عن عوامل نفسية معينة، وقد يكون من الشياطين بقصد الفتنة والاستدراج إلى ممارسة السحر، وهذا سبيل إلى الكفر بالله تعالى، لأن الراجح هو أن مجرد تعليم أو تعلم السحر يخرج من الملة، قال تعالى: وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر [البقرة:102].

فنصيحتنا لك الالتجاء إلى الله تعالى والاحتماء بجنابه، فإنه الركن الركين القوي المتين، الذي يحمي من شر الشيطان اللعين، قال تعالى: قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس [الناس:1-6].

وعليك بذكر الله تعالى، فهو الحصن الحصين، الذي من التجأ إليه حفظ من مكر العدو المبين، وجماع ذلك كله في مجالسة الأخيار الصالحين الذين إذا نسيت ذكروك، وإذا تذكرت الطاعة أعانوك، وبهذا يذهب الله عندك ما تجد بإذن منه سبحانه.

أما التصرف الذي صدر من أصحابك، أو من بعض طلبة العلم نحوك، فهو تصرف غير صحيح، لأن الواجب عليهم أن يعينوك على الخير والخروج مما أنت فيه، لا أن يعينوا الشيطان عليك، فنصيحتنا لهم أن يتقوا الله تعالى، وأن يمتثلوا أمره، قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [المائدة:2].

وأسأل المولى تبارك وتعالى أن يفرج عنك الهم، ويزيل عنك الغم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة