0 436

السؤال

هل الشكر لله يكون بلفظ الحمد أم لا بد من كلمة الشكر لله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحمد أعم من الشكر، فمن حمد الله تعالى فقد شكره وأثنى عليه، والفرق بينهما -كما قال أهل العلم- أن الحمد يكون على النعم وعلى غيرها، كأن تثني على شخص لحسن أخلاقه، وأما الشكر فلا يكون إلا عن يد أي نعمة وإحسان، فهذا هو الفرق بينهما، وقيل هما مترادفان، قال ابن منظور في اللسان: والحمد والشكر متقاربان والحمد أعمهما، لأنك تحمد الإنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته، ومنه الحديث: الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده ـ كما أن كلمة الإخلاص رأس الإيمان، وإنما كان رأس الشكر، لأن فيه إظهار النعمة والإشادة بها ولأنه أعم منه، فهو شكر وزيادة. انتهى.

وفي تاج العروس: الحمد نقيض الذم، وقال اللحياني: الحمد: الشكر، فلم يفرق بينهما.

وقال ثعلب: الحمد يكون عن يد، وعن غير يد، والشكر لا يكون إلا عن يد.

وقال الأخفش: الحمد لله: الثناء.

وقال الأزهري: الشكر لا يكون إلا ثناء ليد أوليتها، والحمد قد يكون شكرا للصنيعة، ويكون ابتداء للثناء على الرجل، فحمد الله: الثناء عيه، ويكون شكرا لنعمه التي شملت الكل، والحمد أعم من الشكر

مع التنبيه على أن الشكر ليس مقصورا على اللسان فقط، بل يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 73736.

ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 120375.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات