موقف الزوجة من زوجها إن كان مفرطا في صلاته ويسبها ويضربها أمام ولدها

0 231

السؤال

منذ سنوات تقدم لى شخص هو ليس كما كنت أتمنى من الالتزام والأعمال الصالحة وأنا بفضل الله منقبة وأحافظ على صلواتى ولكنه قال لى ساعدينى ونتقرب من الله واستخرت ربى كثيرا وتيسر الأمر وتزوجنا فى فترة قصيرة واكتشفت أنه يشاهد أفلاما ومسلسلات وغير ملتزم أصلا بالصلاة وكنت أتكلم معه فى الصلاة جماعة فى المسجد ووجدته أصلا يضيع الصلاة فى البيت وأحيانا يصلى فى آخر الوقت وأحيانا ينسى وأذكره وأحيانا يخرج وقت الصلاة وصلاة الجمعة كان يضيعها كثيرا ولا ينزل ولكننى تكلمت معه كثيرا أصبح يخرج فى آخر الخطبة قبل الصلاة وأحيانا ينام عنها واستعنت بالله وثلاث سنوات بدون فائدة أحاول أن يصلى بنا جماعة فى البيت نظل هذا فترة قصيرة ثم يكسل ثانية
المهم أنى صابرة ولكن حدث ماقصم ظهرى وهو سوء معاملته لى هو إنسان كريم ومن عائلة طيبة ولكن عصبي جدا حتى مع أهله وممكن أن يفعل شيئا ليس محسوبا ثم يصالحهم وهذا ماعرفته بعد الزواج لأنه كما قلت حدث سريعا
أصبح كل مشكلة بينى وبينه ينهرنى يشتمنى وأنا فى بيت والدى الاحترام شئ أساسي فى علاقتنا وهو يرى أن هذا شئ عادى ثم بعد ذلك أصبح الخلاف يحتد ويمد يده علي وتكرر هذا الأمر كثيرا وأدخلت والدته ووالدي ووعدهم ألا يفعل هذا ولكنه كان يهددنى كل ما تحدث مشكلة يضربنى ويتعصب وقلت لنفسى كثيرا سأتجنبه وليس له عندى إلا حقوقه ولكن نحن فى غربة بدون والد لى ولا والدة وليس لي أحد إلا الله أاشعر بوحدة شديدة ولا أخالط بشرا لأنه لايوافق على الخروج بمفردى ,, نحن بيننا وبين الحرم المكى ساعة لا يوافق أن نعتمر إلا بعد إلحاح شهور منى صحيح هو يجعلنى أكلم أهلى فى بلدى على النت والحق يقال ولكننى طوال اليوم فى المنزل وقلت له مرارا هذا يؤثر على نفسيتى أعانى من كبت رهيب لا أستطيع حتى أن أخرج لأحفظ القرآن أو أن أرافق ابنى للحضانة وحتى لا أطيل عليكم أنا الآن لا أطيق العيش معه
وحتى لا يحدث بيننا معاشرة أعرف أن رفضى له حرام وحتى لا أرفض فقبلها أحاول أن لا يطلبنى أساسا وعندما تكون فى معاشرة أكره هذا كثيرا وأتذكر صورته وهو يضربنى أمام ابنى بقسوة
ما أريد أن أعرفه الآن :::
اولا : يدخل لى الشيطان كثيرا فى نفسى بسبب استخارتى الله مرارا ودعواتى له أن يرزقنى بالزوج الصالح التقى الذى يعيننى على أمر دينى ويحدث لى هذا لقد رفضت أشخاصا تقدموا لى كثيرا بسبب الالتزام الدينى وقد رأيت سيدات يلتزمن على كبر وتصبح مشكلتهم الأساسية فى الحياة اختلافهن مع أزواجهن ويكن مضطرات أن يكملن الحياة فى هذا الجحيم بسبب أولادهن فقلت لنفسى اختارى جيدا من الأول حتى لاتقعى فى هذا الفخ وهو أن تكونى مضطرة أن تعيشى مع انسان هو فى طريق وانت فى طريق وتكونى مضطرة لهذا بسبب الاطفال وقد وقعت فى هذا الفخ .
ثانيا: ما الذى على فعله الآن ؟
المشكلة أخاف على ابنى ينشأ مثله غير ملتزم بالصلاة ويشاهد الأفلام والمسلسلات وأخاف ألا يحترمنى ويقلد أباه فى الصوت العالى والعصبية والضرب والسب والشتائم نحن اتفقنا مرارا على الانفصال لصالح هذا الطفل ولكن ليس طلاقا بمعنى أنى أعود لأهلى وأصير على ذمته وهو يتحمل مصاريفنا ولكن هو يعيش فى بلد لوحده يتزوج ويبدأ حياته على أن يظل ابنى معى وهو لايتدخل فى حياتي الشخصية فهل هذا شرعا جائز؟
ثالثا : حلف قبل ذلك بالطلاق على شيء وحتى لا يقع الطلاق فعلت مايريد ومرة أخرى قال لى تصبحى مش على ذمتى لو كذا وكذا ولم أفعل وقلت له مرارا اسأل هل عليك كفارة ما نيتك هل يجوز الجماع؟ ولا يهتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يفرج همك ويزيل كربك وأن يصلح لك زوجك إنه سبحانه سميع مجيب، فأولا نوصيك بالدعاء وكثرة التضرع إلى الله سبحانه أن يرد زوجك إلى جادة الصواب، فقد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، قال تعالى:وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.

ثانيا: الله عز وجل لا يخلف وعده كما قال سبحانه:وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون {الروم:6}،وهذا أمر يجب على المسلم أن يكون على يقين منه. والاستخارة نوع من الدعاء، ييسر الله بها للمستخير ما استخار فيه إن كان فيه خير له، أو يصرفه عنه إن كان فيه شر له، وهذا هو مضمون دعاء الاستخارة. وهو له آدابه وشروطه المطلوبة من المستخير، فقد يتخلف شيء منها فلا يتحقق مقتضى الاستخارة، ومن شروط الاستخارة مثلا أن لا يكون لصاحبها ميل أو هوى إلى جانب معين، بل يفوض أمره إلى الله. فإذا تخلف مثل هذا الشرط قد يتخلف المشروط. والمقصود أن على العبد أن يتهم نفسه بالتقصير لا أن يسيء الظن بربه. 

ثالثا: ينبغي أن تحرصي على بذل النصح لزوجك بالحكمة والموعظة الحسنة وتخوفيه بالله وبسوء عاقبة التفريط في الصلاة، وسوء عاقبة الظلم. ويمكنك أن تسلطي عليه بعض الصالحين عسى أن يكونوا سببا في هدايته إلى الصراط المستقيم. فإذا استقام حاله وصلح أمره فبها ونعمت، وإلا فاطلبي منه الطلاق ولو في مقابل عوض تدفعينه إليه، فطلب الطلاق لا يحرم إذا كان له ما يسوغه، وراجعي الفتوى رقم: 37112. وإذا حصل الطلاق كانت حضانة هذا الطفل لك ما لم تتزوجي، فإذا تزوجت انتقلت الحضانة إلى من هي أولى به من الإناث على الترتيب الذي ذكره الفقهاء ، وهو مبين بالفتوى رقم: 6256.   

رابعا: هذا الانفصال الذي أشرت إليه لا ننصحك به، فإنك بذلك تكونين معلقة لا بأيم ولا بذات زوج، هذا بالإضافة إلى أنك قد تتعرضين للفتن. وما دمت في عصمة زوجك فلا يجوز لك الخروج إلا بإذن منه ولو كنت في بيت أهلك، وراجعي الفتوى رقم :168089.

خامسا: يمين الطلاق لها حكم الطلاق المعلق، فإذا لم يتحقق المحلوف عليه لم يقع الطلاق ولا تلزم كفارة يمين.وراجعي الفتوى رقم: 124778.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة