عذاب القبر يقع على الروح والبدن

0 2909

السؤال

هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر يقول: إن الكافر يضرب بمرزبة فيكون ترابا، ثم يعيده الله كما كان ويضرب ثانية ويصرخ صرخة يسمعها كل من في الأرض إلا الثقلين ـ فكيف يكون ترابا والروح هي التي تعذب وتتصل بالبدن مثل النائم؟ فكيف يكون ترابا ونحن لا نرى ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن عذاب القبر يلحق الروح والبدن معا كما هو اعتقاد أهل السنة، وقد نقل شيخ الإسلام اتفاق أهل السنة على ذلك، وقد سبق بيان ذلك مع الأدلة عليه في الفتويين رقم: 4314، ورقم: 93789.

وأما عن عدم رؤيتنا لذلك فليس فيه ما يشكل، لأن هذا من الأمور الغيبية بالنسبة لنا فلا إشكال في خفائه علينا، ومثله صراخ المعذبين الذي يسمعه بعض الحيوانات ويخفى علينا نحن، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعا، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين. رواه البخاري.

وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الموتى ليعذبون في قبورهم، حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم. وصححه الألباني.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الواسطية: ومن الإيمان باليوم الآخر‏:‏ الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فيؤمنون بفتنة القبر، وبعذاب القبر، وبنعيمه‏، فأما الفتنة، فإن الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل‏:‏ من ربك‏؟‏ وما دينك‏؟‏ ومن نبيك‏؟‏ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن‏:‏ الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي، وأما المرتاب فيقول‏:‏ هاه، هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد‏.‏...اهـ.

وجاء في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز في كلامه عن عذاب القبر ونعيمه: ... فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا يتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة