معرفة أبي بكر للنبي وخبر إسلامه

0 369

السؤال

كيف تعارف حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم مع حبيبنا أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنبي صلى الله عليه وسلم من قريش ومن أهل مكة، وأبوبكر ـ رضي الله عنه ـ كذلك.. وعليه، فلا غرابة في تعارفهما، وقد ذكر أهل السير أنه كان صاحب رسول الله قبل البعثة، وكان يعلم صدقه وأمانته، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه أجاب دون تردد أو تلعثم، ففي سيرة ابن هشامثم إن أبا بكر لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر إني رسول الله ونبيه بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فو الله إنه للحق، أدعوك إلى الله يا أبا بكر، وحده لا شريك له، ولا يعبد غيره، والموالاة على طاعته أهل طاعته، وقرأ عليه القرآن، فلم يقر، ولم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد، وأقر بحق الإسلام، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق. انتهى.

وفي  السيرة النبوية لابن كثيرهذا الذي ذكره ابن إسحاق في قوله: فلم يقر ولم ينكر ـ منكر، فإن ابن إسحاق وغيره ذكروا أنه كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الخلق، فكيف يكذب على الله؟ ولهذا بمجرد ما ذكر له أن الله أرسله بادر إلى تصديقه ولم يتلعثم، ولا عكم. انتهى. 

وفي دلائل النبوة للبيهقي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت منه كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما تردد فيه ـ قال البيهقي: وهذا لأنه كان يرى دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسمع آثاره قبل دعوته، فحين دعاه كان قد سبق فيه تفكره ونظره وما تردد فيه. انتهى. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة