باب التوبة مفتوح، والابتلاء هل هو عقوبة ام ابتلاء

0 259

السؤال

أساتذتي الكرام: أنا شاب عمري 34 سنة, متزوج, ولي بنتان, قبل زاوجي كنت أرتكب المعاصي والفواحش - رؤية الأفلام الخليعة والاستمناء- وكنت في كل مرة أحلف ألا أعود إلى المعاصي, ولكني كنت أقلع فترة ثم أعود مرة أخرى, وظللت على هذه الحال 10سنوات, أجل 10 سنوات بين الطاعة والمعصية, فقلت لنفسي: لا حل إلا الزواج فتزوجت, وبعد عامين من الزواج عدت إلى نفس المعاصي؛ من الممكن أن يكون السبب أني كنت في هذه الفترة أشتغل في مكان بعيد عن مقر السكن, وكنت أعود إلى البيت كل 50 يوما من الشغل, أي كنت أشتغل 50 يوما وآخذ إجازة 21يوما, رغم أن هذا ليس مبررا للعودة إلى المعصية.
وبعد 3سنوات قررت أن أغير مكان إقامتي ومكان شغلي؛ لألم شمل العائلة, ولأكون قريبا من بناتي وزوجتي, ولكن - للأسف - زوجتي رفضت
الانتقال معي, وساندها في ذلك أهلها رغم كل المحاولات, إلا أنها إلى الآن ترفض الانتقال والعيش معي بحجة أنها لا تريد السكن في قرية, بل تريد الاستمرار في العيش بالمدينة, رغم أن المكان الجديد يتوفر فيه كل متطلبات المعيشة الهنيئة.
وأنا الآن أعيش وحدي في بيتي الجديد منذ 14 شهرا, وهي في بيت أبيها, وترفض الانتقال للعيش معي رغم كل محاولاتي معها ومع أهلها, ورغم كل السب والشتم الذي كانت تبعث به في الرسائل على هاتفي النقال إلا أنني صبرت كل هذه المدة لأجل البنات, ولم يتبق إلا شهر واحد على بداية إجراءات الطلاق في المحكمة؛ لأن المحكمة حكمت مرتين بإلزامها بالرجوع إلا أنها رفضت الامتثال لأمر المحكمة, فلم يتبق إلا إجراء أخير وهو طلاق النشوز, وأنا أحس أن هذا عقوبة من الله أو ابتلاء أن حرمت من أعز ما أملك - بناتي - بسبب ما كنت أرى من أفلام خليعة, فحرمت بذلك من رؤية بناتي.
أنا أدعو الله عز وجل أن يغفر لي كل ذنوبي, وأن يغفر لي حنثي كل مرة وعدم الوفاء بعهدي له بترك المعاصي, وأن يجمع شملي ببناتي, فهم أعز ما أملك في هذه الدنيا, وأن يرزقني زوجة صالحة وذرية صالحة.
فهل باب التوبة لا يزال مفتوحا أمامي رغم كل المعاصي وكل هذه المدة التي قاربت 14سنة؟
وهل ما يجري ويحصل لي عقوبة أم ابتلاء من الله؟
أرجو من سيادتكم أن تريحوا ضميري, وأن تنصحوني في المشكلتين - بارك الله فيكم -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فباب التوبة مفتوح ما لم يغرغر العبد حتى تطلع الشمس من مغربها, ومهما عظم الذنب أو تكرر ثم تاب العبد منه فإن الله عز وجل يقبل توبته، بل إن الله يفرح بتوبة العبد, ويحب التوابين, ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون: بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه, مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله.

وإذا كنت قد حنثت في أيمانك ولم تكفر عنها فعليك التكفير عن هذه الأيمان، وانظر الفتوى رقم: 2022، والفتوى رقم: 32708.

وأما كون ما يقع لك عقوبة من الله أو ابتلاء: فعلم ذلك عند الله، لكن على أية حال فإنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهم نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: " ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم, فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب "

فعليك مراجعة نفسك, وتجديد التوبة من كل الذنوب, والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وأكثر من الذكر والدعاء, فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات