حياة عيسى عليه السلام وكونه في السماء خاص بما قبل نزوله في آخر الزمان

0 297

السؤال

أشارت تفاسير القرآن إلى أن عيسى حي في السماء، وكذلك الأحاديث.
سؤالي: هل سيستمر القرآن الكريم في الإشارة إلى حياة عيسى في السماء بعد نزوله مرة أخرى وبعد موته ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فكون نبي الله عيسى عليه السلام حيا في السماء لم يمت هو الراجح عند أهل العلم، لما تواترت عليه ظواهر الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد سبق أن بسطنا القول في أمر عيسى كله، وبينا وجه الجمع بين ما تحتمله آية النساء وآية المائدة من تعارض، وذكرنا أن الراجح الذي عليه الكافة أنه لم يمت.

وذلك في فتاوى كثيرة، راجع منها ذوات الأرقام التالية: 9992 ،  29269 ، 6073 ، 18818.

لكن ما جرى في الآيات والأحاديث من ذكر حياة عيسى، وكونه لم يمت، خاص بما قبل نزوله في آخر الزمان، أي أنه الآن في السماء لم يمت، أما بعد نزوله في آخر الزمان إلى الأرض وقتله للدجال، وكسره للصليب، ..الخ فسيموت وسيصلى عليه المسلمون ويدفنونه بالمدينة، كما جاء في الآثار .

قال مكي: وروى ابن وهب عن مالك أنه قال: " يموت عيسى (في المدينة) فيدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر وعمر، وقد ترك موضع قبره بينهم. وقال أيضا: قال عبد الله بن سلام: نجد في التوراة أن عيسى يدفن مع محمد صلى الله عليه وسلم.. اهـ

وليس في القرءان ما يشير إلى بقاء حياة عيسى في السماء بعد نزوله إلى الأرض، بل الذي يدل له القرآن خلاف ذلك، لأن مرجع الضميرين في قوله تعالى: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا {النساء:159}، إلى عيسى على الراجح عند المفسرين.

 قال الشوكانيوقد اختار كون الضميرين لعيسى ابن جرير، وقال به جماعة من السلف، وهو الظاهر. 

فخلاصة القول: أن عيسى بعد نزوله إلى الأرض، وبقائه فيها مدته سيموت ويدفن، وليس في كتاب الله تعالى ما يشير إلى خلاف هذا.   

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة