الصبر ومحاولة الإصلاح أولى من الطلاق

0 181

السؤال

ما حكم طلاق الزوجة التي هي كثيرة المشاكل وخاصة مع الأسرة؟ وتريد إخراجي من أسرتي ومقاطعتهم, مع أنها ملتزمة, ووالله إني قد حاولت معها, لكن دون جدوى, وأمها ترشدها لعكس الطريق, فما الحل؟
أرجو منكم الرد الآن قبل أن أطلقها, جزاكم الله خيرا, وإن تأخرتم فهي في ذمتكم إلى أن ألقى الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالطلاق مباح إذا كان لحاجة كسوء خلق الزوجة، قال ابن قدامة في المغني- عند  كلامه على أقسام الطلاق -: " والثالث: مباح, وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة, وسوء عشرتها, والتضرر بها من غير حصول الغرض بها ".

لكن ينبغي ألا يصار إلى الطلاق إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح والمعاشرة بالمعروف - ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات, والتنازل عن بعض الحقوق - كان ذلك أولى من الفراق.

فالذي ننصحك به ألا تتعجل في طلاقها, ولكن اصبر عليها, واجتهد في إصلاحها بالوسائل المشروعة، وإياك أن تستجيب لرغبتها في مقاطعة أهلك أو إساءة العلاقة معهم، وينبغي ألا تنظر إلى الجانب السيء في صفات زوجتك, وتغفل الجوانب الطيبة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر. صحيح مسلم.

قال النووي - رحمه الله -: أي ينبغي أن لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة, أو جميلة, أو عفيفة, أو رفيقة به, أو نحو ذلك. اهـ,

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 128712، والفتوى رقم: 187925.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة