حكم القصص المصورة التي تهدف إلى التعريف بالدين وبيان محاسنه

0 245

السؤال

أريد أن أقوم بمشروع للدفاع عن الإسلام وتحسين صورته أمام المشككين والكفار، ويقتضي المشروع كتابة عدة سلاسل من قصص مصورة, وما تدعى بالمانجا.
فكرة بعض القصص تكون كالتالي: شاب غير مسلم يكره المسلمين, تضطره الظروف إلى أن يتعامل مع مسلم، فيبدأ بتغيير أفكاره على يديه، أو قصة تحكي عن سيرة قائد إسلامي عظيم, وما إلى ذلك, وتحتوي فكرتي كمية لا بأس بها من الحجج, ورد الشبهات دون التعرض للشبهات صراحة, وبيان جمال الإسلام, وأفكار يتلقاها القارئ بين السطور, واخترت هذا التوجه لرواج متابعته الكبير في العالم, سواء بين المسلمين أو غيرهم, ولأن المحتكرين لهذا الأمر عادة ما يكونون اليابانيين, فينفثون سموم عقيدتهم وفساد أخلاقهم بيننا، ولأن قراء المانجا غالبا ما تكون أعمارهم من 10-20 سنة, وهي سن يغلب على أصحابها اللهو وعدم الاهتمام بأمور الدين, فأريد أن أدخل عليهم الدين فيما يحبون, وأود إعطائهم جرعة من المضادات ضد الشبهات من خلالها، وهم كذلك الأكثر تقبلا للأفكار، وغالبا لا تكون لهم فلسفتهم الخاصة في هذا السن, بل هم مجرد تابعين لأهليهم, لكن واجهتني 3 أمور:
أولا: التصوير، وخصوصا أنني أريد أن أرسم الشخصيات بما يطابق أفلام الكرتون، واختلف فيها العلماء أهي من مضاهاة خلق الله أم لا.
ثانيا: كون القصة غير حقيقية بل اخترعتها، وأخشى أن تعتبر من الكذب.
وثالثا: أنها تحتوي على مواقف مضحكة من الواقع، وأخشى أن تدخل في حديث الكذب مازحا، والمانجا الجادة 100% لا تجد إقبالا كالتي تحتوي على بعض الضحك, علما أن المانجا أخف ضررا من الوسائل الأخرى ذات التأثير القوي, كالفيديو كليبات, والرسوم المتحركة, والأفلام، خصوصا أن المانجا لا ينقص تأثيرها بغياب الموسيقى, وهذه كانت آخر حل توصلت إليه, ومع ذلك لا أعلم أأشرع فيها لدفع المفاسد عن أطفالنا الضائعين, ونشر جمال الإسلام بين أطفال الأمم الأخرى أم أتوقف بسبب الوعيد الشديد لكل من التصوير والكذب؟
وفقكم الله, وسدد خطاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحسن ما تقصد إليه من نشر الإسلام وتحسين صورته، فهذا واجب المؤمن تجاه دينه، فالمسلمون جميعا مطالبون بالسعي لنصرة الدين, وإعلاء كلمته بكل ما أوتوا من قوة، وبكل ما أتيح لهم من وسيلة، بالنفس والمال والقلم واللسان، وهكذا سائر ما تبلغه طاقة المرء من مستجدات العصر.

وعن ما اعترضك من عقبات في هذا الصدد فهي - بإذن الله - مذللة جميعها في منظار الشرع، وهذا بيان ذلك:

أما الرسم والتصوير فهو وإن كان في الأصل محرما إلا أنه إذا انضبط بضوابط الشرع المبينة في الفتوى رقم: 117135 فإنه يرخص فيه في مثل هذه القصص أو الأفلام الهادفة ترجيحا للمصلحة الغالبة.

وأما القصص الخيالية فهي جائزة أيضا لهذا الغرض المذكور, وراجع لذلك الفتوى رقم: 13278, ومثل ذلك ما اشتملت عليه هذه القصص من ترويح وتسلية فهو جائز أيضا، وراجع الفتوى رقم: 95430

فخلاصة القول أنه إذا توفرت الضوابط المبينة في الفتاوى المحال عليها، فلا حرج في كتابة القصص المصورة، بل أنت مأجور - بإذن الله تعالى -.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة