الذي يفعل الصالحات وله ذنب يكرره فكيف يتخلص منه

0 218

السؤال

أولا: ألفت انتباهكم إلى أني لا أحب أن أزكي نفسي, ولكني أريد معرفة مصير هذه الأعمال.
أنا شاب سلفي, أبلغ من العمر 25 عاما, ملتزم, وأداوم على الاستغفار, وذكر الله, والصدقات, وقيام الليل, والصيام أحيانا, وأحافظ على الصلاة في جماعة, وبار بوالدي, ولكني لدي ذنب في كل مرة أتوب منه وأنوي عدم العودة إليه صادقا في عدم العودة, ولكني بعد فترة أعود لهذا الذنب مرة أخرى , فهل هذا دليل على عدم قبول أعمالي السابقة؟ فلو قبلها الله لعصمني من ذلك الذنب, مع العلم أني لا أفعل ذلك رياءا, وهل ينطبق علي حديث: "إذا خلو بمحارم الله انتهكوها"؟ وهل تنتقض التوبة السابقة بمجرد العودة للذنب مرة أخرى, وأحاسب على ما مضى أيضا؟ وكيف السبيل للتخلص من هذا الذنب - وهو العادة السرية -؟
أرجو أولا الدعاء لي بأن يشفيني ويخلصني من هذه المصيبة, وأرجو الإفادة التامة؛ لأن هذا الذنب يؤرقني, ويجعلني في حاله شك من قبول أعمالي.
جزاكم الله خيرا, وسدد خطاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنرجو والحال ما وصفت ألا تكون داخلا في هذا الوعيد, وألا يحبط عملك الصالح, ونرجو أن ينفعك الله تعالى بعملك الصالح في الدنيا والآخرة، وانظر الفتوى رقم: 169807, ونرجو أن تكون داخلا في من عناهم الله تعالى بقوله: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم {التوبة:102}، وننصحك بالاستمرار في الأعمال الصالحة, والاجتهاد في فعل الطاعات ما أمكن, فإن الحسنات يذهبن السيئات، ثم ننصحك بأن تجاهد نفسك مجاهدة صادقة في ترك هذا الذنب، واعلم أنك لو صدقت في اللجأ إلى الله ومجاهدة النفس فإن الله سيعينك ويوفقك, ويأخذ بناصيتك إلى طريق الاستقامة الحقة، قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}، والله يقبل توبة العبد إذا تاب صادقا وإن تكرر منه الذنب، ولا يعود إليه الذنب الذي تاب منه, وإنما يحاسب على ما يقع منه بعد ذلك، فإذا عاد إلى الذنب مرة أخرى فإن ما فعله من الذنوب قبل التوبة قد محاها الله تعالى بتوبته، وانظر الفتوى رقم: 36506 فمهما تكرر منك الذنب فلا تيأس من رحمة الله, ولا تقنط من روح الله, وكرر التوبة, واصدق اللجأ إلى ربك تعالى حتى يمن عليك بالتوبة النصوح، وأما وسائل التخلص من هذه العادة المذمومة فقد ذكرناها في فتاوى كثيرة، وانظر الفتوى رقم: 191079 وما فيها من إحالات، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات