الجدال المحمود والجدال المذموم

0 399

السؤال

السؤال: ما حكم من يترك النقاش مستدلا بقول: "أربع لا أناقشهم: الجاهل, والمجادل, والمجامل, والمتحامل"؟ وهل لهذا القول أصل في الشرع؟ أم أنه قول يتعارض مع أسس الدعوة الإسلامية؟ حيث إننا نجد في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا مشركي قريش, وكان فيهم الجاهل والمتحامل، نرجو التوضيح مع ذكر الدليل.جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن ترك الجدال والمراء والخصومات محمود شرعا، وخاصة إذا كان ذلك في الدين, ومع أهل الأهواء والبدع, وقد وردت في ذلك بعض الأحاديث والآثار, منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه". رواه أبو داود وحسنه الألباني.  والمراء: الجدال.

وقد كان السلف الصالح يحذرون من ذلك؛ قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة عن منهج أهل السنة: " ..وترك المراء والجدال في الدين، وترك كل ما أحدثه المحدثون".

أما الدعوة إليه أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الحق لبيان الحق لا لمحض الجدال والمغالبة فإن ذلك مطلوب ليس مذموما, ولكن ينبغي أن يكون بالأسلوب الأفضل, كما أرشد القرآن الكريم إليه في قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن {النحل:125} وقوله تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون {العنكبوت:46}, وهكذا كان أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم مع كل من يدعوه من قريش وغيرهم كما هو معلوم, وما ذكرته دليلا على ترك النقاش لم نقف عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة