الحكمة من تقديم ذكر الموت في سورة الملك

0 292

السؤال

ما الحكمة من ذكر الله تعالى في سورة الملك للموت قبل الحياة في قوله تعالى: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ..."مع أن الحياة تكون قبل الموت؟ فما الحكمة من ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال أكثر المفسرين: إن تقديم الموت هنا إنما حصل لأن الموت أشد على النفوس وأعظم رهبة وأكثر زجرا، والمقام مقام وعظ وتذكير.

وقال بعضهم: الموت والحياة عبارة عن الدنيا والآخرة، سمى الدنيا موتا لأن فيها الموت، وسمى تلك حياة لأنها لا موت فيها. وقيل الموت: العدم السابق على كل حادث، كما يقال للشيء الدارس والمعدوم ميتا، لأن الموت والحياة معنيان يتعاقبان على الأجسام، فإذا وجد أحدهما فقد الآخر، وعلى هذا فيكون الموت هو العدم السابق لوجود الإنسان، مثل قوله تعالى: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون [البقرة:28]. أي كنتم معدومين قبل أن تخلقوا، دارسين قبل أن توجدوا، فأحياكم أي خلقكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات