الاتهام بالنفاق.. حكمه.. والبديل عنه

0 559

السؤال

كيف أعرف أن ما أصابني ابتلاء أو عقاب؟ فقد أذنبت وحرمني ربي من زوجي بالانفصال, وتبت بعد ذلك, وزوجي السابق أصبح شخصا سيئا أقرب للمنافقين - إن لم يكن أصبح منهم - فهل هذا عقاب من ربي أم قد أحسن لي ربي إذ نجاني منه؟
أعلم أنه ينظر إلى حال المسلم بعد التوبة, فإن كانت أفضل من الناحية الدينية فتكون ابتلاء, والعكس يكون عقابا من الله, وأنا حالي أفضل - ولله الحمد من قبل وبعد- وقبل ذلك كنت أفضل أيضا, ولا أزكي نفسي, لكني أشعر أن الذنب الذي فعلته قلب كل شيء, فأرجو التوضيح؛ لأني أقلعت عن الذنب وتبت, ولم يعد زوجي إلي, فقد أصبح منافقا, وأخلاقه لم تعد أخلاق أهل القرآن, ولم أعد أعي شيئا, فهل كان يخفي نفاقه وخداعه؟ أم أني سبب ذلك كله وجزائي هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا سبيل للإنسان إلى معرفة ما إذا كان ما أصابه عقوبة على ذنب أم مجرد ابتلاء, ومعرفة ذلك ليس بالأمر المهم، وما ذكرت بأنه ينظر الى حال المسلم بعد التوبة إذا كانت أفضل تكون ابتلاء, والعكس يكون عقابا من الله، فهذا القول لا نعلم له أصلا, ولكن هذا من علامات قبول التوبة, كما أوضحنا بالفتوى رقم: 121330.

وعلى هذا فانفصالك عن زوجك لا يلزم أن يكون عقوبة, بل قد يكون نعمة أنعمها الله تعالى عليك؛ إذ صرفك عنه قبل أن يتغير حاله. 

وإذا تبت من هذا الذنب توبة نصوحا فهذا هو المطلوب، وإذا أصبح حالك بعد الذنب أفضل فأنت على خير عظيم - إن شاء الله - فأحسني في المستقبل, واحذري كل ما يمكن أن يقودك إلى الوقوع في هذا الذنب مرة أخرى.

ووصفك زوجك بأنه منافق لا يجوز، فهذا الفعل نوع من التنابز بالألقاب، روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: ولا تلمزوا أنفسكم {الحجرات:11} قال: لا يطعن بعضكم على بعض, ولا تنابزوا بالألقاب {الحجرات:11} قال: لا تقل لأخيك المسلم: يا فاسق يا منافق. أورده ابن حجر في فتح الباري, وإذا وجد فيه شيء من صفات النفاق الظاهرة كالكذب وخيانة الأمانة ونحوهما فيمكن أن يقال: فيه صفة نفاق, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر - رضي الله عنه -:" إنك امرؤ فيك جاهلية", عندما عير أحد الصحابة بأمه, والحديث متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة