درجة حديث: ... فإنها تغرب في عين حمئة

0 294

السؤال

ما صحه هذا الحديث حيث إن به شبهة تؤرقني؟ روى أبو داود في السنن برقم:(3991) عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار، والشمس عند غروبها, فقال: (هل تدري أين تذهب؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تغرب في عين حمئة).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد روى هذا الحديث الإمام أبو داود، وسكت عنه فلم يتعقبه بشيء، فلا يقل عن درجة الحسن - إن شاء الله -، والحديث الحسن من أقسام الحديث المقبول الذي يحتج به، قال الإمام أبو داود في رسالته إلى أهل مكة وغيرهم في وصف سننه: وما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بينته ... [و] ما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح" اهـ. قال الدكتور الطحان في تيسير مصطلح الحديث تعليقا على كلام أبي داود السابق: "فبناء على ذلك: إذا وجدنا فيه حديثا لم يبين هو ضعفه، ولم يصححه أحد من الأئمة المعتمدين، فهو حسن عند أبي داود. اهـ. والرقم الصحيح لهذا الحديث في سنن أبي داود هو (4002)، وهذا الحديث أورده الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (2403).

فإذا ترجح أن الحديث ثابت، فيبقى الكلام على دلالته، وهي لا تخالف شيئا مما يثبته علماء الفلك والهيئة من علاقة الأرض بالشمس، وإنما غاية ما فيه أنه يبين ما يراه الناظر للأفق عند منقطع الأرض وقت غروب الشمس, وسقوطها في ماء المحيط، وهو مشهد لم يره أبو ذر - رضي الله تعالى عنه -، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشهد نفسه الذي رآه ذو القرنين, وحكاه القرآن غير مكذب له، ولمزيد بيان انظر الفتوى رقم: 110627.  

وللفائدة: انظر تقرير عدم جواز تعارض الأدلة القطعية، سواء أكان طريقها الوحي أو العقل في الفتوى رقم: 26538.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات