يشرع الرد على المسيئ والصبر والعفو أفضل

0 294

السؤال

ذات يوم جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فجاء رجل وشتم أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وآذاه، فسكت أبوبكر ولم يرد عليه، فشتمه الرجل مرة ثانية فسكت أبو بكر، فشتمه مرة ثالثة فرد عليه أبوبكر، فقام صلى الله عليه وسلم من المجلس وتركهم، فقام خلفه أبو بكر يسأله: هل غضبت علي يا رسول الله فقمت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك، فلما انتصرت وقع الشيطان فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان". (رواه أبوداود)
وحديث المستبان ما قالا على البادي منهما ما لم يعتد المظلوم, أو كما قال رسول الله. رواه مسلم..
فكيف الجمع بينهما؟ مع بيان صحة الحديث الأول.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث الأول رواه أبو داود, وتكلم أهل العلم في سنده؛ فضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب، وحسنه في صحيح الجامع الصغير.

والثاني ولفظه: عن أنس وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم. رواه مسلم.

فعلى صحة الحديث الأول يكون الجمع بينهما بأن الانتصار للنفس والرد على من سب جائز, ولكن الصبر أولى, والعفو أفضل، يوضح ذلك قول الله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل {الشورى:41}،  وقوله تعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}، وقوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين {النحل:126}، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 62602.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة