حكم إزالة شعر الصدر والظهر والبطن والفخذ

0 523

السؤال

أسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم.
أرجو إفادتي عن هذا الأمر - جزاكم الله خيرا - فأنا أفكر كثيرا, وأخاف من عقاب الله, وأعيش في أرق دائم، وأعتذر أشد الاعتذار للإطالة, ولكني أرجو أن تعذروني, فمنذ فترة لاحظت ظهور شعر كثيف في منطقة الصدر والبطن, ومنطقة الذراعين, ومنطقة الكتف أيضا, ولكنه في منطقة الكتف أقل من غيره، وهذا الأمر أثر على نفسيتي, وسبب لي تعبا نفسيا, فلا أستطيع نفسيا تحمل هذا الشعر, فمنظر الشعر يؤثر على نفسيتي؛ مما اضطرني أن أقوم بتخفيفه بالنتف, وأخفف البعض الآخر بآلة الحلاقة, فأنا لا أزيله تماما, بل أجعله شعرا خفيفا, فالذي أزيله تماما هو شعر منطقة الكتف, أما شعر الفخذين والرجلين فالشعر عادي, وليس بالكثير, ولكنني أقوم بتخفيفه, وجعله شعرا خفيفا؛ فأرى أن منظره خفيفا أحسن, فقمت بالدخول إلى أكثر من موقع إسلامي, وقرأت أن هذا الشعر مسكوت عنه, ويجوز إزالته, وهذا مذكور أيضا في موقعكم الفضيل, وهو عام في جميع شعور الجسم ما عدا اللحية والحاجب, مع اختلاف البعض في معنى النمص هل هو خاص بالحاجب فقط, أم الحاجب والوجه, وهناك علماء أجلاء أفتوا أيضا بذلك, أمثال فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله - والشيخ ابن جبرين - رحمه الله - والشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - ولكن هناك أمرا يؤرقني, وأفكر فيه كثيرا, وكثيرا ما يسبب لي هما وتعبا نفسيا, وهو أنه يجب علي أن آخذ بالقول الراجح في هذا الآمر أو قول الجمهور, فإذا كان القول الراجح أنه لا يجوز إزالته فهل من الممكن إزالة منطقة الكتف فقط, وتخفيف الشعر في الذراعين, والبطن, والصدر بقصد رفع الحرج النفسي؟ وهناك أيضا بعض الشعيرات في ظهري, وهي شعيرات متفرقه أقوم بحلقها، وهل يجوز أيضا تخفيف شعر الفخذين والرجلين بآلة الحلاقة الكهربائية؟ وهو ليس شعرا كثيرا, فهو شعر متوسط, ولكني أرى أن جعله شعرا خفيفا أحسن منظرا.
ثانيا: هناك عالم اسمه سليمان بن عبد الله الماجد - أسأل الله أن يزيده ويزدكم علما - قد أفتى فتويين مختلفتين في هذا الأمر, فقد قرأت له سؤالا في موقعه الخاص أنه يجوز إزالة الشعر, ولا يوجد في ذلك تشبه بالنساء, في الفتوى رقم: (8127)، وأفتى فتوى أخرى أنه لا يجوز إزالة الشعر؛ لأن فيه تشبها بالنساء, وذلك في الفتوى رقم: (8627) فكيف أفتى فتويين مختلفتين؟ غير أن هناك سؤالا آخر سبب لي تعبا نفسيا أكثر, فالذي فهمته من هذا السؤال أن إزالة الشعر نهائيا من تغيير خلق الله, أما إذا أزيل ونبت فلا يدخل في تغيير خلق الله؛ لأنه ينبت مرة أخرى وذلك في الفتوى رقم: (4229), مع العلم أنني إذا أزلته نهائيا فسوف أزيله من منطقة الكتف فقط, وربما من منطقة الظهر أيضا, أما باقي الجسد فسوف أقوم بتخفيف الشعر, فأرجو التوضيح - جزاكم الله عنا كل الخير -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نفتي به في شعر الصدر والظهر والبطن والفخذ وسائر شعور الجسد التي لم يرد فيها من الشرع تنصيص، أنها مما سكت عنه الشارع عنه, فلم ينطق فيه بإباحة ولا تحريم، فإزالتها وتخفيفها بالحلق أو غيره تبقى على أصل الإباحة؛ لعدم وجود الدليل الصارف، فليس على من أزالها إثم، لكن الأولى عندنا والأحوط ترك هذا الشعر لمن لا يتأذى به, وراجع الفتويين التاليتين: 1926 / 10441 .

وهذا أيضا ما رجحه الشيخ العثيمين مع تفضيله للترك حيث يقول: والقسم الثالث: ما سكت عنه الشرع, فلم يأمر بإزالته, ولم ينه عن إزالته, وذلك كشعر الصدر, وشعر الرقبة, وشعر الذراعين والساقين والبطن, فهذا إن كثر فلا بأس من تخفيفه, ولا حرج فيه؛ لأن في ذلك إزالة ما يشوه المنظر, وأما إذا لم يكثر فإن الأولى عدم التعرض له؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقه عبثا, بل لا بد فيه من فائدة, وقال بعض العلماء إن إزالته إما مكروهة, وإما محرمة, مستدلا بقوله تعالى عن الشيطان: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) ,ولكن لا يتبين لي هذا الحكم, أي: لا يتبين لي أن إزالته مكروهة أو محرمة, بل إزالته من الأمور المباحة, إلا أن تركه أفضل خوفا من الوقوع فيما يأمر به الشيطان من تغيير خلق الله.

أما ما يتعلق بفتاوى الشيخ سليمان بن عبد الله الماجد فراجع موقعه, فهو أولى وأدرى ببيان ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة