معنى وفائدة النفي في قوله تعالى: (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)

0 135

السؤال

لماذا تزاد (لا) في: (لا أقسم بهذا البلد)؟ وهل يمكن أن تكون (لا) هنا بمعنى النفي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اختلف المفسرون في النفي المذكور في هذه الآية وأمثالها، كقوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم [الواقعة:75]. وقوله تعالى: لا أقسم بيوم القيامة [القيامة:1].

والراجح -عندنا- من أقوال المفسرين -والله أعلم- ما نقله الشوكاني في فتح القدير، وعزاه إلى الجمهور، فقال: ذهب جمهور المفسرين إلى أن (لا) مزيدة للتوكيد، والمعنى: فأقسم، ويؤيد هذا قوله بعده: (وإنه لقسم). اهـ.

وهذا القول هو ما قدمه الزمخشري في تفسيره على غيره من الأقوال، فقد قال هناك: إدخال (لا) النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم، قال امرؤ القيس:
لا وأبيك ابنة العامري        لا يدعى القوم أني أفر

وقال غوثة بن سلمى:
ألا نادت أمامة باحتمال               لتحزنني فلا بك ما أبالي
وفائدتها: توكيد القسم. اهـ.

وقال القرطبي في تفسيره: وحكى أبو الليث السمرقندي: أجمع المفسرون أن معنى: لا أقسم: أقسم، واختلفوا في تفسير لا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات