بيان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بجميع أمته

0 628

السؤال

هل كان اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم مقتصرا على أهل مكة والمدنية فقط؟ ولماذا؟ نرجو الفهم الواضح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن اهتمامه قاصرا على مكة والمدينة، بل كان مهتما بالناس جميعا, فقد قال الله تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا {سـبأ: 28}.

وقال الله تعالى: ليكون للعالمين نذيرا {الفرقان:1}

وقال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين {الأنبياء:107}.
وروى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة.

ولذلك اهتم بأهل الجزيرة كلها، وراسل الممالك المعروفة في عصره يدعوهم للإسلام، وكان يكثر الدعاء لأمته جميعا، كما روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ـ وقول عيسى عليه السلام: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ـ فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك، فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله يا جبريل: اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك. اهـ.
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم: والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة. والحديث حسنه الألباني في السلسلة.

وقد أخبرنا أنه صلى الله عليه وسلم سيشفع لجميع الموحدين يوم القيامة، وذلك لما في صحيح مسلم: لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعتة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة ـ إن شاء الله ـ من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة