أفضل ما يُدفَع به أذى الجن الدعاء وسورة البقرة

0 301

السؤال

عاص له نفوذ، وشرعا يعد محاربا ويؤذي شخصا ويتابع أفعاله باستخدام الجن، وإذا علم ذلك العاصي شيئا سيئا من ذلك الشخص، فإنه يمكن أن يفعله، وذلك الشخص يريد التخلص من هذا الجن، وأمامه أمران: قراءة سورة البقرة، وبها أمور يخشى منها بسبب ذلك العاصي والأمر الثاني الدعاء: ولا يعلم متى ينفذ؟ وإذا حدث ونفذ فإنه لا يعلم أنه قد نفذ، فماذا يفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصح بقراءة سورة البقرة واليقين بأنها نافعة ولا ضرر فيها، وهي من أعظم ما يتحصن به وتطرد الشياطين، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبورا، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.

وفي صحيح البخاري: أن الشيطان قال لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ،، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: صدقك وهو كذوب.

وننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى وكثرة الدعاء والإلحاح فيه، فإن الدعاء من أهم الأسباب التي يرد الله تعالى بها البلاء، أو يخفف ضرره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه أيضا الترمذي والحاكم، وصححه الحاكم، وحسنه الألباني

وأما إجابة الدعاء: فقد تكلمنا على تحقق شروطها وانتفاء موانعها، في الفتوى رقم: 43346.

ولا يهمنك متى تحصل الإجابة، فإنك متعبد بالدعاء، وهذا الدعاء سبب من الأسباب الشرعية التي يقدر الله المقدورات بعد حصولها، فقد قال ابن القيم في الجواب الكافي: المقدور قدر بأسباب، ومن أسبابه الدعاء، فلم يقدر مجردا عن سببه، ولكن قدر بسببه، فمتى أتى العبد بالسبب وقع المقدور، ومتى لم يأت بالسبب انتفي المقدور، وهذا كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب، وقدر الولد بالوطء، وقدر حصول الزرع بالبذر، وحينئذ، فالدعاء من أقوى الأسباب... وليس شيء من الأسباب أنفع من الدعاء ولا أبلغ في حصول المطلوب، ولما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أعلم الأمة بالله ورسوله وأفقههم في دينه كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم. اهـ بتصرف.

 وقال أيضا ـ رحمه الله تعالى ـ في الجواب الكافي: والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه، ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض ـ وله مع البلاء ثلاث مقامات:

أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.

الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه، وإن كان ضعيفا.

الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه، وقد روى الحاكم في صحيحه من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ـ وفيه أيضا من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء ـ وفيه أيضا من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة