أحتاج المساعدة: فعندما أتوضأ أعيد أكثر من مرة وأفكر هل غسلت يدي مرتين أو ثلاثا؟ وهل غسلت رجلي ثلاثا أو مرتين؟ وهذه الحالة مستمرة معي منذ فترة وتعبت جدا، فما الحل؟.
إذا كان أحد مسافرا وساعات السفر أكثر من 7 ساعات، فكيف يصلي في الطائرة؟ وعلى أي توقيت؟ وهل تجوز الصلاة على الكرسي؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالحل فيما تعانينه في الوضوء أمر ميسور, وهو الإعراض عن الشك وعدم الالتفات إليه، والاكتفاء بالغسلتين حتى لا تنتقل بك الوسوسة إلى باب آخر غير الغسلتين أو الثلاث, فإذا شككت هل غسلت مرتين أو ثلاثا؟ فلك أن تقتصري على غسلتين هنا ولا تغسلي الثالثة، لأن الغسلة الثالثة سنة مستحبة، بل والغسلة الثانية أيضا سنة مستحبة، والفرض إنما هو الغسلة الأولى, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة، كما في البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وثبت أنه توضأ مرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا، وذكر العلماء أن ذلك منه صلى الله عليه وسلم لبيان الجواز، قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في شرح صحيح مسلم: وقد أجمع المسلمون على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة، وعلى أن الثلاث سنة، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة، وثلاثا ثلاثا، وبعض الأعضاء ثلاثا، وبعضها مرتين، وبعضها مرة، قال العلماء: فاختلافها دليل على جواز ذلك كله، وأن الثلاث هي الكمال، والواحدة تجزئ. اهـ.

فإذا تبين لك هذا، فلا تتعبي نفسك وتسترسلي مع كثرة الشكوك، فإنها من الوسوسة.

وأما الصلاة في الطائرة وعلى أي توقيت يصلي: فإن المسافر بالطائرة يصلي على حسب وقت الصلاة في المكان الذي هو فيه، فإذا غربت الشمس عليه في الطائرة صلى المغرب، وإذا طلع الفجر وهو في الطائرة صلى الفجر وهكذا, وله أن يجمع بين الظهر وبين العصر, ويجمع أيضا بين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير, وإذا تيسر له مكان في الطائرة يصلي فيه قائما تعين عليه القيام، وإن تعذر صلى قائما في كرسيه، ويومئ بالركوع والسجود ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن تعذر صلى جالسا, وانظري المزيد في الفتوى رقم: 152583، عن كيفية حساب الوقت وأداء الصلوات بالطائرة، وكذا الفتوى رقم: 147169، بعنوان: هل يصلي في الطائرة أم ينتظر إلى حين الوصول للمطار؟ والفتوى رقم: 178121، في مسائل حول الصلاة في الطائرة.

والله أعلم.