حكم الزوجة التي يجبرها زوجها على الجلوس معه أثناء رؤيته للأفلام والمسلسلات

0 300

السؤال

أنا ولله الحمد قد أكرمني الله بالهداية، ‏ولم أعد أستمع للأغاني، ولا أشاهد ‏المسلسلات، ولا الأفلام بما تحويه ‏من منكرات، وإني لشديدة الكره لها ‏حتى إنني لا أجالس أشخاصا أثناء ‏مشاهدتهم، وسماعهم لهذه المنكرات، إلا ‏أن زوجي مختلف عني تماما. فهو لا ‏يرى أن تلك المنكرات حرام، ‏وعندما لا أريد أن أجالسه أثناء ‏مشاهدته لها، وسماعه لما تحتويه من ‏منكرات، يغضب ويثور علي، ‏وأضطر في آخر الأمر أن أجالسه ‏وأغض بصري، ولكني لا أستطيع أن ‏أغلق أذني عن سماع الموسيقى ‏والمعازف في تلك الأفلام.‏
حاولت كثيرا إرشاده، ولكنه غير ‏مقتنع، وفي نفس الوقت يجبرني علي ‏أن أشاركه تلك المعاصي، وأنا والله ‏أحاول قدر استطاعتي، ولكني أخاف ‏أن أغضبه، ويعتقد بأني أعصيه.
‏فماذا أفعل في كل مرة يجبرني أن ‏أجالسه وهو يشاهد تلك الأفلام ‏والمعازف؟ وهل أعتبر زوجة عاقة ‏إذا رفضت أن أجالسه أو آكل معه ‏خاصة أنه يأكل أثناء مشاهدة ‏التلفاز؟
ما حكم الإسلام في ذلك الموقف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد سبق أن بينا عدم جواز مشاهدة المسلسلات والأفلام المشتملة على صور النساء المتبرجات، وأصوات المعازف؛ وراجعي الفتوى رقم: 1791.
وعليه، فلا يجوز لك مشاهدة هذه المسلسلات والأفلام ولو أمرك زوجك بذلك؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ وراجعي حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى رقم: 115078 .

لكن إن اضطررت في بعض الأوقات للجلوس مع زوجك حال مشاهدته لهذه الأمور، فلا حرج عليك –إن شاء الله- ما دمت تغضين بصرك عن الحرام، ولا تقصدين سماعه.

قال ابن حجر المكي –رحمه الله-:  ومنها: أن الممنوع إنما هو الاستماع لا مجرد السماع لا عن قصد وإصغاء، وقد صرح أصحابنا بأنه لو كان في جواره شيء من الملاهي المحرمة ولا يمكنه إزالتها، لا يلزمه النقلة، ولا يأثم بسماعها لا عن قصد وصرحوا هاهنا بأنه إنما يأثم بالاستماع لا بالسماع. كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع.

وينبغي أن تجتهدي في نصح زوجك برفق وحكمة، وأن تطلعيه على كلام أهل العلم في بيان مفاسد هذه المسلسلات والأفلام وتحريم مشاهدتها، وحبذا لو استطعت أن ترغبيه في مشاهدة بعض الدروس والمواعظ المؤثرة لبعض الدعاة الصالحين، وتتعاوني معه على طاعة الله عز وجل بالاجتماع على عمل صالح كالصلاة، أو تلاوة القرآن، أو الذكر والاستغفار، واحذري من النزاع والشقاق، وكثرة الجدال مع زوجك، فذلك يفتح الباب للشيطان ليفسد بينك وبين زوجك، ويصده عن قبول النصح، واستعيني بالله، واحرصي على حسن التبعل له، وعدم التقصير في حقوقه، والدعاء له بظهر الغيب، فإن الله قريب مجيب. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة